ناشطون يطلقون حملة ضد خطاب الكراهية في سوريا
أطلق ناشطون سوريون حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت وسم #السويداء_في_قلب_سوريا، تهدف إلى التصدي لخطاب الكراهية والتحريض الطائفي، وتخفيف التوتر المجتمعي في البلاد، خاصة في ظل تصاعد الاحتقان بين مكونات المجتمع خلال الأسابيع الماضية.
وبحسب القائمين على الحملة، فإنها تسعى لإعادة التأكيد على وحدة سوريا والسلم الأهلي، في مواجهة ما وصفوه بـ”مشاريع خارجية” تهدد التعايش بين السوريين. وتضم الحملة مشاركين من مختلف المحافظات، بينهم ناشطون من درعا والقنيطرة والسويداء، إلى جانب شخصيات من حمص واللاذقية وطرطوس ودمشق.
وتنشط الحملة على منصات التواصل الاجتماعي من خلال نشر محتوى يعزز خطاب الوحدة، مع التخطيط لخطوات ميدانية مستقبلية تهدف لترسيخ المبادئ التي تنادي بها.
وفي حديثه حول أهداف الحملة، قال الناشط السياسي جبير السكري، أحد منظمي المبادرة، إن الحملة جاءت استجابة لحالة التوتر الأخيرة، ولتأكيد أهمية العمل المشترك لمواجهة التحريض والتجييش. وأضاف أن “كسر الجمود وإعادة التواصل بين السوريين” يشكل أولوية، لافتًا إلى أن الكثير من الرسائل التي تلقوها من أبناء محافظة السويداء تؤكد شعورًا عامًا بالخوف من تصاعد التوتر، وتعبّر عن دعم واضح لمبادرات الوحدة الوطنية.
وأكد السكري أن الرسائل التي وردت إليهم حملت مضمونًا موحّدًا، مثل: “أنتم صوتنا ونحن تحت الرصاص”، ما يعكس حجم القلق الذي يعيشه المدنيون في المناطق المتأثرة، ورغبة شريحة واسعة بالابتعاد عن الاستقطاب.
من جانبها، اعتبرت الناشطة المجتمعية جولي بيطار أن الحملة تمثل نموذجًا إيجابيًا لـ”التضامن الشعبي العابر للانقسامات الجغرافية والطائفية”. وأشارت إلى أن هذا النوع من المبادرات يفتح المجال لإعادة بناء الثقة والنسيج الاجتماعي على أسس وطنية، بعيدًا عن خطاب الاستقطاب والتفكيك.
وأضافت بيطار أن نجاح مثل هذه المبادرات يرتبط بقدرتها على التحول من التضامن الرقمي إلى خطوات عملية على الأرض، تعيد الأمل بمستقبل قائم على العدالة والكرامة، وتكرّس مفاهيم العيش المشترك كمدخل أساسي لأي حل مستدام في سوريا.
سياق أوسع لحملات المناصرة المجتمعية
تندرج هذه الحملة ضمن نمط أوسع من حملات المناصرة المجتمعية التي تهدف إلى التأثير في الرأي العام وصنّاع القرار، من خلال رفع الوعي بقضايا حساسة، وتعبئة الدعم، والعمل على دفع عجلة التغيير الاجتماعي والسياسي.
في ظل المشهد السوري المعقّد، تُعد هذه المبادرات الفردية والجماعية محاولات لبناء مساحات مشتركة، وتأكيد أن الوحدة الوطنية لا تزال هدفًا مشتركًا لدى كثير من السوريين، رغم سنوات الصراع والانقسام.