لماذا تنهار الزراعة في دير الزور؟ إليك التفاصيل

تشهد الزراعة في محافظة دير الزور أزمة خانقة تهدد بانهيار شامل، نتيجة تراكم عدة عوامل، أبرزها تأثيرات الحرب الطويلة، وتغير المناخ، والجفاف الحاد، وتراجع منسوب نهر الفرات، إلى جانب الإهمال المؤسسي وارتفاع أسعار الأعلاف، بحسب تقرير لموقع كريستشن ساينس مونيتور.

إقرأ أيضاً: سد الفرات يفقد 5.5 مليار متر مكعب من مياهه وسط تحذيرات من توقفه عن العمل

أزمة المياه وتراجع الإنتاج الزراعي

يفتتح التقرير بمشهد رمزي من حقول القمح القاحلة، حيث يقف المزارع “أحمد العزة” على أرض متشققة فقدت خصوبتها، قائلاً: “أرضي وأغنامي تعاني من الجفاف… الموسم خاسر بالكامل”.

تُعد محافظة دير الزور من أبرز مناطق إنتاج القمح في سوريا، لكنها باتت تمثل اليوم نموذجًا واضحًا لانهيار القطاع الزراعي بفعل تغير المناخ والاضطرابات السياسية.

وبحسب التقرير، فقد تراجع إنتاج “العزة” من القمح إلى 50 كغ فقط للدونم الواحد، أي نحو سدس ما كان ينتجه في المواسم السابقة. كما انهار دخله من تربية المواشي، إذ انخفضت أسعار البيع إلى أقل من الثلث مقارنة بالعام الماضي، وسط ضعف كبير في الطلب وسوء تغذية الحيوانات.

الجفاف وشح الوقود يعمّقان الأزمة

يشير التقرير إلى أن معظم المحاصيل في دير الزور تعتمد على الري من نهر الفرات، الذي يشهد انخفاضًا كبيرًا في منسوبه، ما أدى إلى جفاف قنوات الري وفشل آلاف المزارعين في تنفيذ دورات الري اللازمة.

ويُفاقم الوضع ارتفاع أسعار الوقود اللازمة لتشغيل المضخات، بالتزامن مع أزمة الكهرباء وتراكم الديون على المزارعين.

وتؤكد منظمة الأغذية والزراعة (FAO) أن سوريا سجلت أقل معدل هطول مطري منذ عام 1997، بواقع 95 ملم فقط في الربع الأول من 2025، مقارنة بمتوسط 165 ملم في العقود الماضية، ما ينذر بتأثيرات خطيرة على سبل العيش لنحو 16 مليون سوري.

انهيار القرى الزراعية بعد الحرب

قال علي العلوش، مدير الزراعة في دير الزور، إن الجفاف والأوضاع الاقتصادية السيئة تسببت بخسائر كبيرة، حتى في موسم عيد الأضحى، حيث لم تُسجل مبيعات جيدة للأغنام، مضيفًا أن العديد من القرى فُرغت من سكانها بسبب النزاع، سواء بسبب تهجير النظام أو داعش.

ويؤكد أن الفلاحين لم يتمكنوا من تنفيذ دورات الري الخمس أو الست المطلوبة في الموسم الماضي، ما دفع بالإنتاج إلى مستويات متدنية جدًا.

أسعار الأعلاف تهدد الثروة الحيوانية

بحسب المزارعين، فإن أسعار الأعلاف تجاوزت قدرة معظمهم على الشراء، ما تسبب في انخفاض إنتاج الحليب والمواليد، وتراجع أسعار الماشية بشكل كبير. أما المراعي الطبيعية، فصارت مصدر تهديد بسبب وجود ألغام قديمة خلفتها الحرب.

ويقول أحد المزارعين: “أزرع وأخسر منذ سنوات. اضطررت إلى بيع أرضي لتسديد الديون”.

خطط حكومية لإنقاذ ما تبقى من الزراعة

تسعى السلطات المحلية إلى إنقاذ قطاع الزراعة في سوريا من خلال عدة إجراءات، من بينها:

توزيع بذور مقاومة للجفاف

تحديث أنظمة الري

استخدام تقنيات الري بالتنقيط

استصلاح الأراضي المتملحة

توسيع المساحات المزروعة بالقمح

كما يجري الترويج لاستخدام تكنولوجيا الليزر لتسوية الأراضي من أجل تحسين توزيع المياه وتقليل الهدر.

يقول العلوش: “بدأ الفلاحون يعودون إلى أراضيهم… وهناك أمل بأن تبدأ الأمور في التحسن”.

إقرأ أيضاً: الجفاف يهدد الزراعة البعلية في سوريا ويضع الأمن الغذائي تحت ضغط متزايد

إقرأ أيضاً: نهر الفرات في الرقة: ضفافبين الجسرين تتحول إلى مكب نفايات ومطالبات بالتدخل العاجل

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.