تقبع “إسرائيل” في زاوية الخوف والترقب من الرد الإيراني على جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، وكذلك رد حزب الله اللبناني على جريمة اغتيال القائد الكبير المجاهد فؤاد شكر.
التهديدات بالرد من حزب الله وإيران تؤرق “إسرائيل” بشكل كبير، وأنظمة الدفاع الجوي التابعة لها مربكة تترقب وقوع هجوم جوي جديد من إيران وحزب الله، ولن نسقط اليمن من معادلة الرد متمثلة بالقوات المسلحة اليمنية التي تساند جبهة غزة.
الكيان الصهيوني يعيش أياماً سوداء في حالة نفسية مزرية، فإيران وحزب الله يحسنان إدارة الحرب النفسية بكل حرفية واقتدار، وأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية حالياً مستنفرة وفي حيرة، وخصوصاً أنّ حزب الله واليمن كثّفا استخدامهما المسيرات الانقضاضية، التي أثبتت فعاليتها في التهرب من الدفاعات عالية التقنية.
الاحتلال في حالة تأهب غير مسبوقة فهو يعلم أن الجيش الإيراني يمتلك مخزوناً كبيراً من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات من دون طيار، والتي تشكل تهديداً كبيراً لـ”إسرائيل”،
والكيان يعلم أيضاً أن حزب الله بالإضافة لامتلاكه الطائرات المسيرة، فإنّه “يمتلك ترسانة تضم أكثر من 150 ألف صاروخ، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى، والصواريخ الموجهة بدقة، والتي يمكن أن تصل إلى عمق “إسرائيل”، وتستهدف المدن الكبرى، والأصول الاستراتيجية، مثل القواعد العسكرية والمطارات وشبكات الكهرباء والمستشفيات، وفقاً للتقييمات الإسرائيلية.
أما الوضع على جبهة اليمن التي تساند المقاومة في لبنان وغزة فحدث ولا حرج، فالقوات المسلحة اليمنية تهاجم السفن التجارية المعادية في البحر الأحمر، إلى جانب إطلاقها صواريخ بالستية، وطائرات مسيرة على “إسرائيل”، ونجحت، في 19 تموز، في مهاجمة مبنى في وسط “تل أبيب” بواسطة طائرة مسيرة، ما أثار الذعر في داخل الكيان من العملية “يافا” التي نفذت بدقة تجاوزت كل تصور في الكيان.
حزب الله اللبناني وبنيرانه المركزة استطاع أن يسيطر على الوضع في الشمال وبالفعل ألحق أضراراً في مستوطنات الشمال، منذ تشرين الأول، عبر استخدام طائرات من دون طيار انتحارية، بحيث إنّ عدداً منها قادر على التسلل عبر الدفاعات الإسرائيلية، وهذا ما أسقط أكذوبة الردع الصهيونية وأحالها إلى رماد تذروه رياح الشمال.
جيش الاحتلال الإسرائيلي أقر بأنّ دفاعاته الجوية، بما في ذلك القبة الحديدية، قد تتعرض للإرهاق، إذا أُطلق عدد كبير من الصواريخ والقذائف في وقت واحد، وتتوقع “إسرائيل” أن يتمكن حزب الله من إطلاق نحو 3000 صاروخ وقذيفة كل يوم في أثناء الحرب، وهو ما يتجاوز كثيراً قدرة الأنظمة المصمَّمة على اعتراضها.
وفي خضم هذه السيناريوهات والقدرات الكبيرة لمحور المقاومة تقوم الولايات المتحدة بتجميع تحالف إقليمي لدعم الكيان الإسرائيلي، ناهيك أن “إسرائيل” وضعت جيشها في حالة تأهّب قصوى، وعمل مسؤولون أميركيون على تجهيز الأصول العسكرية والشركاء الإقليميين، في ظلّ الترقّب الإسرائيلي لردّ إيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، في طهران، ولردّ من لبنان على اغتيال القائد العسكري الكبير في حزب الله، فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ومهما توقعت واشنطن و”تل أبيب” من سيناريوهات للرد، يبقى السيناريو الحقيقي والأساسي بيد إيران وحزب الله فوعدهم صادق وحتمي، ولا نقاش فيه، وواجب في لجم غطرسة الكيان الذي تخطى جميع الخطوط الحمراء في الآونة الأخيرة، وبين المقاومة والاحتلال الأيام والليالي والميدان.