حلت الذكرى 78 على لاستهداف أميركا خلال الحرب العالمية الثانية مدينة هيروشيما اليابانية بقنبلة نووية، تحمل اسم “الولد الصغير” وتزن أكثر من 4.5 طن.
وبموجب أمر تنفيذي أصدره الرئيس الأميركي آنذاك، هاري ترومان، أسقطت الولايات المتحدة في 6 أب 1945 القنبلة تجاه جسر “أيووي”، وهو واحد من 81 جسراً تربط سبعة أفرع في دلتا نهر أوتا، كما حدد مكان الصفر على ارتفاع 1980 قدماً، لكنها أخطأت الهدف وسقطت على بعد 800 قدم منه. وفي الساعة الثامنة وست عشرة دقيقة، وفي مجرد ومضة سريعة، كان 66 ألف شخصاً قتلوا و69 ألفاً أصيبوا بسبب التفجير الذي يعادل 10 آلاف طن من مادة “تي إن تي”، بحسب الخبراء.
وألقيت بعد ذلك قنبلة “الرجل البدين” على مدينة ناكازاكي في التاسع من شهر أب، حيث كانت هذه الهجمات الوحيدة التي تمت باستخدام الأسلحة الذرية في تاريخ الحرب.
وكانت الأبخرة الناجمة عن التفجير ذات قطر يقدر بميل ونصف، حيث سبب تدميراً كاملاً لمساحة قطرها ميل ودماراً شديداً لمساحة قطرها ميلان، كما احترق كل شيء قابل للاحتراق بشكل تام في مساحة قطرها ميلان ونصف، فضلاً عن أن ما تبقى من منطقة التفجير كان متوهجاً من الحرارة الشديدة، حيث امتد اللهب لأكثر من ثلاثة أميال.
وكانت أول آثار القنبلة ضوء مبهر مع موجات حرارية منبعثة من كرة النيران، حيث يصل قطر كرة النار إلى 370 متراً، كما تصل حرارتها إلى 4 آلاف درجة مئوية، محرقة كل شيء ومذيبة للزجاج والرمال إلى قطع من الزجاج الذائب، فيما قتلت كل البشر في طريقها وأحرقت الجثث.
ومن أشهر الأمثلة على قوة النيران، وجود ظلال ضحايا لم تعرف هويتهم، مطبوعةً على الجدران والأرصفة في المدينة، كما مات 15 إلى 20% من الضحايا متأثرين بالجروح أو بسبب آثار الحروق والصدمات والحروق الإشعاعية ومضاعفاتها القاتلة وسوء التغذية والتسمم الإشعاعي، وتوفي عدد كبير بسبب سرطان الدم (231 حالة) والسرطانات الصلبة (334 حالة)، نتيجة التعرض للإشعاعات المنبثقة من القنابل، حيث كانت معظم الوفيات من المدنيين في المدينتين.
وبعد ستة أيام من تفجير القنبلة في ناكازاكي، أعلنت اليابان استسلامها لقوات الحلفاء في 15 أب، حيث وقعت وثيقة الاستسلام في الثاني من شهر أيلول، ما أنهى الحرب في المحيط الهادئ رسميا ومن ثم نهاية الحرب العالمية الثانية.
ولم تتوقف الولايات المتحدة عن عدوانها على البشرية، فبعد جرائمها في هيروشيما وناكازاكي، “تفننت” في ستينات وسبعينات القرن الماضي في جرائمها ضد المدنيين في فيتنام، حيث استعانت أيضاً بأسلحة محرمة دولياً.
وبعيداً عن جرائم واشنطن في آسيا وأميركا الجنوبية وأفريقيا، برزت الولايات المتحدة كقوة عدوانية غاشمة خلال احتلالها لأفغانستان مطلع الألفية الثانية والعراق في 2003، تحت ذرائع وحجج واهية، لم تمنعها من استخدام أقذر الأسلحة المحرمة دولياً ضد المدنيين.
واستمرت البشاعة الأميركية ضد سورية، تحت ذات اليافطات الكاذبة والمتمثلة في محاربة الإرهاب، فمع دخولها على رأس ما يسمى بـ “التحالف الدولي لمحاربة “داعش” احتلت أميركا أجزاء من شرق سورية، بمساعدة ميليشيات تابعة لها، سهلت لها عمليات السرقة والقتل والتهجير الذي طال المدنيين قبل العسكريين.
يذكر أن أحد أبرز مظاهر العدوان الأميركي، دعمها للكيان الصهيوني في اعتداءاته على الشعب الفلسطيني، وتبرير جرائمه دولياً، وحمايته عسكرياً واقتصادياً، والتغاضي عن تعدياته على لبنان وسورية.