مصادر تنفي ادعاءات “المدن”.. العلاقات السورية السعودية في الإطار المخطط له
داما بوست | إلهام عبيد
ادّعى موقع “المدن” اللبناني قبل أيام، أن السعودية أوقفت عمليات الترميم في سفارتها بدمشق بعد توتر في العلاقات السورية السعودية، بحجة وجود توتر بين الرياض وطهران على خلفية قضية “الحد الشرقي للمنطقة المغمورة المقسومة” بما فيها حقل “الدّرة” للغاز، والتي تتنازع عليها كل من المملكة والكويت من جهة وإيران من جهة أخرى.
واللافت في الموضوع أن الموقع المذكور أعلاه حدد موقع السفارة السعودية في حي “مزة فيلات” شرقية بدمشق، مع العلم أن موقع السفارة هو منطقة “أبو رمانة”، وقام بتعديله بعد موجة الانتقادات التي طالت المقال.
ومع غياب التصريحات الرسمية من السعودية وسورية، انتشرت الشائعات كالنار في الهشيم، لتصل إلى مرحلة الحديث عن فشل مسار التطبيع العربي السوري، بحجة أن سورية لم توافق على بنود مبادرة “خطوة مقابل خطوة” الأردنية.
وفي هذا الإطار كشف الباحث السياسي “محمد هويدي” المقيم في المملكة العربية السعودية لـ “داما بوست” نقلاً عن مصادر مطلعة قرب افتتاح السفارتين في العاصمتين العربيتين، مؤكداً أن العلاقات بين دمشق والرياض تسير في الإطار المخطط له من قبل خارجية البلدين وقيادتهما.
ووصف “هويدي” الشائعات بأنها تنسجم مع الحرب الإعلامية والحملة المضللة التي استؤنفت منذ عودة سورية إلى الجامعة العربية، وانطلاق مسار التطبيع العربي السوري، معتمدة على بعض التقارير الدولية ومثلها الصادرة عن بعض قنوات الإعلام المعارض، وبعض الصفحات المشبوهة المدعومة من قبل الإخوان.
وأرجع الباحث السياسي تأخير فتح السفارتين إلى أسباب تقنية، تأييداً لتصريحات وزير الخارجية “فيصل المقداد” حول إعادة صيانة السفارتين نتيجة تأثرهما بالإغلاق لمدة 12 عاماً.
وعن ربط الملف السوري بالملف الإيراني نفى “هويدي” وجود أي علاقة للبوابة الإيرانية في هذا المسار، باعتبار سورية دولة عربية وعضو مؤسس في الجامعة العربية، والتطبيع معها لم يرتبط بعودة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية من الأساس.
أما فيما يخص “خطوة مقابل خطوة” رأى المحلل السياسي أن التنسيق لازال قائماً بين سورية والأردن في هذا الخصوص، والدليل هو اجتماع اللجنة الخماسية المعنية بالشأن السوري والذي تستضيفه القاهرة في 15 من آب/اغسطس، مشيراً إلى أن الاتفاقية لا جدول زمنياً لها وبالتالي من يثير الشائعات يريد أن تجري الأمور بشكل سحري تظهر نتائجها فوراً، ناسياً وجود ملفات عديدة معقدة سيما الإنساني والأمني والتي تحتاج إلى تنسيق دولي وليس فقط عربي – سوري.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي السورية منذ أمس السبت، أنباء عن افتتاح السفارة السعودية في دمشق خلال شهر أيلول/ سبتمبر 2023، فيما لم تعلق مصادر سعودية على الموضوع، كما أنها لم تجزم على صحة المعلومات السابقة المتمثلة بإيقاف أعمال ترميم السفارتين.