توتر في سماء سورية ومناورات بـ “الرسائل”.. واشنطن تتهم موسكو والأخيرة ترد
داما بوست | سورية
بدأت قوات الدفاع الجوي السورية والروسية مناورة عسكرية الأربعاء فوق الأجواء السورية، على أن تستمر لـ6 أيام، وجاءت بعد يوم من تدريبات مشابهة يجريها الاحتلال الأمريكي وميليشياته في منطقة 55 عند مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية، والتي تشمل قاعدة “التنف” للتدريب على أنظمة رصد واستطلاع، إضافة إلى استخدام أسلحة مضادة للطيران ورشاشات متوسطة وثقيلة.
وبحسب نائب رئيس مركز المصالحة الروسي “أوليغ غورينوف” فإن المناورات تهدف إلى تطوير مسائل العمل المشترك للطيران، والقوات، ووسائل الدفاع الجوي، والحرب الإلكترونية عند صد الهجمات الجوية.
ويتزايد مستوى التوتر القائم بين القوات الروسية والأمريكية إثر استفزازت الأخيرة وادعاءاتها بوجود ممارسات غير آمنة للقوات الروسية، إذ ادّعت القوات الجوية الأميركية في بيان لها، أن “طائرات روسية انخرطت في “سلوك غير آمن وغير احترافي” في أثناء مشاركتها في مهمة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في الأجواء السورية.
وجاء في البيان: “بينما كانت 3 مسيّرات أميركية من طراز إم كيو-9 (MQ-9) تنفذ الأربعاء مهمة ضد أهداف لتنظيم الدولة، بدأت 3 طائرات مقاتلة روسية في مضايقة هذه المسيّرات وأطلقت طلقات مضيئة أمام الطائرات من دون طيار، وهذا أجبر المسيّرات الأميركية على إجراء مناورات مراوغة”.
وبحسب البيان الأمريكي: “حثت القوات الجوية الأميركية القوات الروسية في سورية، على وقف السلوك المتهور والالتزام بمعايير السلوك المتوقعة من قوة جوية محترفة”.
ورداً على ادعاءات الجانب الأمريكي أعلن “غورينوف” أن “قواته سجلت 12 انتهاكاً من مسيّرات تابعة لـ “التحالف الدولي” في المجال الجوي لمنطقة تدريبات سورية روسية مشتركة، مؤكداً إخلاء مسؤولية بلاده عن سلامة الرحلات الجوية غير المنسقة للمسيّرات”.
وفي وقت سابق أعلن مركز المصالحة الروسي في سورية تسجيل 9 انتهاكات لسلامة الطيران في الأجواء فوق مناطق شمالي سورية، مؤكداً قلق بلاده من الانتهاكات المنهجية لبروتوكولات عدم التضارب المتعلقة برحلات الطائرات من دون طيار من ما يسمى بــ “التحالف الدولي” برعاية الولايات المتحدة.
مشدداً على أن “زيادة عدد الرحلات الجوية غير المنسقة تؤدي إلى تصعيد التوتر، ولا تساهم في التعاون المتبادل والبناء”.
وجاءت المناورات السورية الروسية بعد يومين من اتهام جهاز الاستخبارات الروسية الخارجية، الولايات المتحدة، باستعداداها لـ “تنفيذ عملية استفزاز باستخدام المواد الكيميائية السامة، بهدف تعطيل عملية التطبيع العربي – السوري”.
وبيّن مدير الجهاز “سيرغي ناريشكين” أن “الأنغلو ساكسون، كما يفعلون عادة، يستعدون لدعم مكائدهم بحملة إعلامية قوية، هدفها هو إظهار خيار دول العالم العربي المتمثل باستئناف الحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد كان خطأً استراتيجياً، وأن أولئك الذين لا يوافقون على هذا النهج مهددون تهديداً مباشراً بالعقوبات”.
وكان مبعوث الرئيس الروسي الخاص لشؤون التسوية السورية “ألكسندر لافرنتييف” قد أكّد أنّ موسكو تملك معطيات بأنّ واشنطن تعزز وجودها العسكري في سورية.