داما بوست-خاص| فشلت نيران جيش الاحتلال الإسرائيلي وغوغائية الحرب وسياسة الأرض المحروقة، وحصاد الدم والأشلاء والخراب في تغيير الواقع، وثمة طريق مسدود كلياً أسقط معادلة الردع الصهيوني التي بددها حزب الله بنيرانه وأحرقها وجعلها أدراج الرياح، وجعل الكيان يتجرع الهزيمة من الداخل، بعد تغلبه على منظومات العدو الدفاعية، ما جعل الاحتلال يخشى من الحرب ضد حزب الله المقاوم في لبنان.
وكما يقال شهد شاهد من أهله على ضعف حال الكيان الصهيوني، وهذا ما قاله بصراحة معلّق الشؤون العربية في القناة الـ 12، يارون شنايدر ” إن قصة الردع في مقابل حزب الله في لبنان انتهت”.
ويعترف الإعلام الصهيوني بتفوّق حزب الله في الجبهة الشمالية، بعدما أجبر جيش الاحتلال الإسرائيلي على الانجرار إلى معادلته في القتال، وليس العكس.
ويلف كيان الاحتلال حالة رعب وتشويش في الميدان، ومعها حذر ضابط احتياط في جيش الاحتلال من الدخول في حرب مع المقاومة، قائلاً إنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لديه ثقة عالية بالنفس، ولا يخشى هجوماً إسرائيلياً.
ولعل أبلغ ما قاله ما يسمى قائد “لواء حرمون” سابقاً في جيش الاحتلال العقيد الاحتياط كوبي ماروم، إنّ ثمن حرب شاملة مع لبنان سيكون قاسياً.
كلام ماروم ليس نابعاً من الخيال بل هو واقع عسكري وقراءة للميدان فحزب الله يهاجم في الأسابيع الأخيرة بصورة محنّكة واستثنائية، ويستخدم قدرات تشكّل مشكلة للكيان في استهدافها واعتراضها وهي المسيّرات، وصواريخ ضدّ الدروع، وصواريخ بركان، وصليات ثقيلة، ما دفع ماروم للقول “خسرنا الشمال، والناس هنا بلا أمل وبلا أفق”.
ويبدو أن جيش الاحتلال الإسرائيلي غير قادر على مواصلة التكيّف مع الضغوط المتصاعدة على أرض المعركة، كما أنه ليس مستعدّاً لشن حرب واسعة النطاق مع حزب الله نظراً لتداعياتها الخطيرة على الكيان، ويبرز الحزب كقوة تشكل أكبر تهديد وجودي للكيان الصهيوني.
فشل الردع الصهيوني أمام حزب الله أصبح الشغل الشاغل في الولايات المتحدة، وتحدث عنه الإعلام الغربي الذي تطرّق إلى الحرب النفسية التي يشنّها حزب الله على الكيان.
الاحتلال وبدون أدنى شك يواجه صعوبات الآن بسبب الجبهة في الشمال، وباعتراف الغرب والكيان تشكل أكبر تهديد وجودي في ضوء تطور قدرات حزب الله المستمرة والخبرة في ساحة المعركة التي تتطوّر يوماً بعد يوم.
حزب الله، وهو جزء من محور المقاومة أثبت قدرته على تحديد نقاط الضعف في أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وتحديد الأهداف، وتنفيذ عمليات معقّدة بشكلٍ شبه يومي، ولا شك أن رد إيران على “إسرائيل” في نيسان، كان خطوة مهمة أخرجت ثمارها الاستراتيجية لحزب الله، وللمقاومة ككل على امتداد المنطقة.
“إسرائيل” بالشواهد وفي الميدان العسكري لم تعد تتمتع بتفوق جوي مطلق وغير مقيد، وحرية عمل فوق لبنان، فحزب الله أسقط بالون مراقبة، وهاجم قاعدة إطلاقه ووحدة التحكّم المستخدمة لتشغيله، بالإضافة إلى ذلك تمكّن من إسقاط عدد من الطائرات من دون طيار الأكثر موثوقية وتطوراً في كيان الاحتلال.
كسر الردع الصهيوني رافقه الحرب النفسية التي يشنّها حزب الله على “إسرائيل”، ما أدى إلى غرس شعور بالقلق والتشاؤم بين الإسرائيليين، ناهيك أن الحزب المقاوم ألحق أضراراً جسيمة في المستوطنات الشمالية، والتي أصبح العديد منها الآن مهجوراً، ومعها يكمل فشل صورة الردع الإسرائيلي.
ولعل أكثر ما قض مضجع الكيان الصهيوني هو أنّ حزب الله تغلّب على منظومات الكيان الدفاعية، وعملية الحزب ضد تجمّع لجنود صهاينة يضم أكثر من 20 جندياً في “إلكوش” أصبح علامة فارقة، فمنظومات الدفاع الجوي للعدو كانت عاجزة أمام مُسيّرات المقاومة التي أصابت أهدافها وقتلت وأصابت عدداً من الجنود الإسرائيليين.
ووصفت وسائل إعلام العدو الإصابات الناتجة عن العملية التي نفّذها حزب الله (إلكوش) بالقاسية، بسبب المسافة من “الحدود” وحجم الخسائر، لدرجة أن إعلام الاحتلال طالب بفتح تحقيق بشأن عدم تشخيص سلاح الجو الإسرائيلي لمسيّرات حزب الله وعدم اعتراضها.
العسكريون في الكيان متشائمون ومهزومون ويبرز ذلك في قول اللواء احتياط غيورا ايلاند: “إذا أعلنت إسرائيل الحرب على حزب الله فقد خسرنا الحرب منذ اليوم الأول، وهذه ستكون هزيمة فظيعة لنا”.
وما يلفت الانتباه هو سخرية وسائل إعلام صهيونية من حكومة الاحتلال فصحيفة “هآرتس” سخرت من كيانها وقالت إنه يخشى حرباً شاملةً مع حزب الله، في سياق ما وصفته بـ”هراء النصر المطلق”، في إشارة إلى مزاعم بعض المسؤولين الإسرائيليين بشأن شنّ هجوم كبير ضدّ لبنان.
الاحتلال في الحقيقة يخشى من الحرب الشاملة مع لبنان، في وقت تتصاعد المخاوف في الكيان بشأن الجهوزية لها، ما يعني كارثة رهيبة ودماراً على نطاق غير مسبوق في الجبهة الداخلية الإسرائيلية.