موظفون في “صفّة” يحتالون على مستخدمي المواقف المأجورة في حلب!
داما بوست – خاص| وسط كل الجدل الحاصل حول أحقية شركة المواقف المأجورة في حلب “صفّة”، واستمرار مطالبات أهالي حلب بالكف عن تفاصيل عقدها الغامض مع مجلس المدينة، وجد عدد من الحلبيين أنفسهم مؤخراً، عرضة للاحتيال الصريح من قبل بعض موظفي الشركة المسؤولين عن مواقفها المنتشرة في جميع أحياء المدينة.
حوادث عدة بـ “السيناريو” ذاته، تعرض لها حلبيون ركنوا سياراتهم ضمن مواقف الشركة في أحياء عدة من حلب، حيث فوجئ العديد من مستخدمي الشركة أثناء عودتهم إلى سياراتهم، بأنها وقعت ضحية “كلبشة صفّة” أو سحب الرصيد المتبقي، رغم حجزهم الموقف بشكل نظامي عن طريق التطبيق الخاص بالشركة، ليعلل الموظف الحالة إما بأن السيارة متوقفة بشكل مخالف دون حجز نظامي، أو بتأخر سائقها عن الموعد المخصص للمغادرة.
اعتراضات من جرت معهم مواقف مماثلة على موظفي الشركة، وشكايتهم لمراقبيها، لم تجد نفعاً بالمطلق، فالذريعة القانونية موجودة بالفعل بين يدي مسؤول الموقف، وبالتالي فلن يستطيع فك “الكلبشة” إلا بعد دفع الغرامة البالغة /6/ آلاف ليرة عن كل ساعة “كلبشة”، أو سيتمكن في أحسن الأحوال من مغادرة الموقف بسيارته، إلا أنه سيجد الساعات المتبقية في رصيده ذهبت أدراج الرياح كونها اقتطعت من قبل الشركة لقاء التأخير.
“اللي بإيدو القلم بيعمل شو ما بدو”، بهذه الكلمات لخّص “إبراهيم” واقع ما يفعله بعض موظفي الشركة بحق الزبائن، وروى ما جرى معه لـ “داما بوست” بالقول: “حجزت موقفاً لسيارتي في حي الفرقان لمدة ساعة، وعدت بعد أقل من /50/ دقيقة إليها لأجدها ضحية للكلبشة، وعند اعتراضي لدى موظف الشركة، كانت الإجابة بأنني لم أحجز الموقف!”.
وأضاف: “علمت لاحقاً من بعض أصدقائي ممن جرت معهم حالات مشابهة، أن بإمكان موظف الشركة إنهاء الحجز وتنفيذ عملية مغادرة على البرنامج للسيارة وقتما يشاء عبر الجهاز المخصص له من الشركة، وبعد ذلك ينتظر لبضعة دقائق قبل أن يضع الكلبشة بحجة أن فترة الحجز انتهت، أو أن السيارة لا تمتلك حجزاً بالأساس!”.
وعلى حين يسارع موظفون إلى “كلبشة” السيارة لـ “تبييض” وجوههم أمام إدارة الشركة، يفضل آخرون تحقيق منفعة شخصية تزيد من دخلهم، حيث يتطابق “سيناريو تخريج السيارة” وإنهاء الحجز، بينما تختلف النهاية لناحية إبلاغ الموظف للسائق بأن الحجز انتهى، وبأنه، أي الموظف، لم “يكلبش” السيارة حرصاً على عدم الإضرار بصاحبها، لينتهي الأمر بـ “إكرامية” في يد الموظف، وفق ما رواه عدة مواطنين عما حدث معهم لـ “داما بوست”.
ونصح بعضٌ من أصحاب الخبرة الذين تعرضوا لمثل عمليات الاحتيال تلك، بأن يأخذ سائق السيارة صورة شاشة “سكرين شوت” لعملية إتمام حجز الموقف عبر التطبيق، ليقطعوا الطريق على ادعاءات الموظف، ومنع تلاعبه بعمليات الحجز والمغادرة، معتبرين أن تلك الطريقة تعتبر ناجعة إلى حد ما في ضمان الحق.
وأثار عمل شركة المواقف المأجورة في حلب “صفّة” على مدار الأشهر الماضية، موجة من الجول بين الحلبيين، وخاصة في ظل عدم إظهار تفاصيل عقدها المبرم مع مجلس مدينة حلب، رغم المطالبات العديدة من قبل أعضاء مجلس محافظة حلب والإعلاميين الحلبيين بالكشف عن بنود العقد.
ولعل الأكثر إثارة للجدل في عقد الشركة، يتمثل في مسألة الأسعار، خاصة بأن “صفّة” خصصت مدينة حلب بالأسعار الأعلى بين المحافظات السورية لاستخدام مواقفها، حيث يبلغ سعر ساعة الوقوف الواحدة /1500/ ليرة سورية، ونصف الساعة بـ /1000/ ليرة، في حين تبلغ غرامة كل ساعة تأخير عن إخراج السيارة من الموقف /6000/ ليرة، أو يتم اقتطاع ساعات الرصيد المتبقية لدى السائق بشكل سريع ومتتالٍ.
ومن البنود التي يطلب الحلبيون إيضاحها أيضاً، مسألة سيطرة الشركة على معظم الشوارع الرئيسية والفرعية في المدينة، دون استثناء السكان من دفع رسوم وقوف سياراتهم أمام منازلهم!، الأمر الذي بات يجبر الأهالي على ركن سياراتهم في الشوارع البعيدة الناجية من وجود الشركة، وإكمال طريقهم إلى منازلهم سيراً على الأقدام.