داما بوست _ جعفر الحافي| تعيش منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن بعد الجريمة النكراء التي ارتكبها كيان الاحتلال الصهيوني بقصفه مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق والتي استشهد فيها عدد من القادة المستشارين الإيرانيين بينهم قائد فيلق القدس رضا محمد زاهدي، الأمر الذي أثار سخط وغضب وإدانة العديد من دول العالم، الكيان الصهيوني كان يهدف من وراء جريمته تحقيق أحد أمرين الأول هو جر الولايات المتحدة الأمريكية لحرب مباشرة مع محور المقاومة في حال ردت إيران بشكل واسع على استهداف قنصليتها وفي حال لم ترد إيران يكون رئيس وزراء “إسرائيل” نتنياهو قدم صورة نصر وقوة للرأي العام داخل الكيان الناقم على سياساته والتي يبدو أن هذه الجريمة ستكون مسمار جديد في نعش نتنياهو وكيانه المهزوز داخلياً وخارجياً لاسيما مع الموقف الحازم للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الرد على كيان الاحتلال حيث توعدت طهران وعلى لسان كبار مسؤوليها بدءاً من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية السيد علي خامنئي والذي أكد أن الصهاينة سيتلقون درساً لن ينسوه أبداً، ويبقى السؤال هنا عن طبيعة الرد الإيراني وحجمه وهل سيؤدي إلى إشعال حرب كبرى في المنطقة أم أنه سيكون مدروس ويوازي الجريمة الصهيونية؟
الكاتب والباحث السياسي “علي جديد” أجاب على سؤالنا قائلاً: ” إن عملية الرد اليوم متعلقة بحفاظ إيران على هيبتها وحماية قادتها من تمادي الصهاينة في جرائمهم، وفي بناء سياسة ردع ضد العدو الصهيوني، ويبدو من طبيعة تصريحات القادة الإيرانيين أن طهران اتخذت قرار الرد والآن يتم تحديد نوعية وحجم وزمن الرد على الكيان الصهيوني”.
وأضاف جديد: “ينتشر اليوم في الاعلام الغربي ووسائطه الدبلوماسية رسائل تهديد مبطنة تقول في سطورها أن أي رد إيراني انتقامي ستقابله “إسرائيل” بهجوم مباشر على لبنان”.
وحول توسيع الحرب في المنطقة أكد “جديد” أن طهران لا تريد توسيع الحرب ولا مصلحة لها في ذلك وخصوصا أن المقاومة في غزة تواصل التصدي لقوات العدو وهو ما يشكل إنجاز مهم على مستوى النقاط لطهران كون الصهيوني حتى اللحظة لم يستطع حسم الحرب في غزة، وأيضاً فإن محور المقاومة يواصل الضغط على الأمريكي من خلال عمليات المقاومة في كل الساحات التي يتواجد فيها الأمريكي بالمنطقة لا سيما الضغط الذي تتعرض له واشنطن وحلفائها في مياه البحر الأحمر، ومن جهة أخرى فإن الحالة الشعبية تتطور بشكل ملفت في الدول المحيطة بالكيان الصهيوني مما يخلق حالة ضغط إضافية على الولايات المتحدة وحلفائها وبالتالي نجد أن عامل الزمن لصالح المقاومة ليس ضدها، ووفق ما قلناه مسبقاً أعتقد أن إيران سترد بطريقة تتضمن عدم تدهور المنطقة لحرب شاملة،وهو ما يتطلب في مكان ما اتفاق جنتلمان بين واشنطن وطهران على طبيعة الرد وحدوده.