داما بوست – خاص| تصف مصادر عشائرية ما يجري في ريف دير الزور الشرقي بـ حرب استنزاف لـ “قوات سوريا الديمقراطية” على يد مقاتلي العشائر الذين يوسعون من خارطة عملياتهم بشكل مستمر، إذ شهد ليل أمس وفجر اليوم هجومين منفصلين لمجموعات العشائر على نقاط لـ “قسد” في كل من قريتي “الكبر – جزرة البوخميس”، الواقعتين بريف المحافظة الغربي، وذلك مع استمرار العمليات التي تنفذ في محيط بلدة ذيبان بالريف الشرقي للمحافظة.
الإجراءات التي اتخذتها “قسد” من إنارة لضفة نهر الفرات بالقرب من “ذيبان”، وزراعة ألغام أرضية في المحاور المحتملة للهجمات التي ينفذها مقاتلي العشائر لم تسفر عن نتيجة، إذ تقول المصادر التي تواصل معها “داما بوست”، أن العمليات النوعية التي ينفذها مقاتلو العشائر تبدأ بالتسلل عبر نهر الفرات إلى المناطق المستهدفة بالاستفادة من قوارب صيد صغيرة، ومن خلال مجموعات لا يزيد تعداد عناصرها عن عشرة، يتم تنفيذ الهجوم، ومن الملاحظ في كل العمليات أن عناصر “قسد”، يسارعون لإخلاء نقاطهم والانسحاب منها ما يسهل عمل “قوات العشائر”، في الحصول على الذخيرة والمواد اللازمة لاستمرار العمليات قبل الانسحاب من الموقع الذي تم مهاجمته بعد حرق الموقع نفسه.
زرعت “قسد” ألغام مضادة للأفراد على ضفة نهر الفرات بالقرب من ذيبان وباغوز فوقاني، وقامت بإحراق المساحات التي ينمو فيها نبات “القصب”، بشكل طبيعي على ضفة النهر، وتستهدف بشكل يومي الجزر الصغيرة الموجودة في مجرى نهر الفرات بالرشقات الرشاشة في اعتقاد منها بأن قوات العشائر تستخدمها كمنطلق للهجمات، وبرغم التشدد في الرقابة على الصيادين والتضييق على عمل المعابر النهرية، إلا أن الهجمات مستمرة.
وتؤكد المصادر العشائرية التي تواصل معها “داما بوست”، أن قوات العشائر لا تقيم أي نوع من العلاقات مع أي طرف خارج ساحة المعركة، وهي غير مدعومة من قبل أي جهة، بعكس محاولات “قسد” للترويج لربط الهجمات بأي قوى حكومية أو دولية.
تلقى عمليات قوات العشائر ترحيب مجتمعي، فالسكان يعتقدون أن الطريقة الوحيدة للتخلص من وجود “قسد” ومن خلفها قوات الاحتلال الأمريكي هي مثل هذه العمليات، لكن وجود فوارق في التسليح والدعم الذي تتلقاه “قسد” من التحالف واحتمال تدخل قوات الاحتلال الأمريكي في أي معركة واسعة لصالح “قسد”، هو ما يمنع وجود انتفاضة عشائرية شاملة ضد “قسد”، عدا عن وجود ما يمكن وصفه بـ “الوجهاء المرتزقة”، الموالين لـ “قسد” من مشايخ العشائر والذين يتلقون أموالا طائلة لقاء إبعاد مناطقهم وعشائرهم عن الاشتراك في عمليات ضد “قسد”.
ردود فعل “قسد”، تأتي على شكل استهداف بقذائف الهاون ورصاص القنص للمناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية على الضفة الغربية لنهر الفرات، الأمر الذي خلف شهداء ومصابين خلال الأسابيع الماضية، ولا تبدو أن عمليات قوات العشائر مؤثرة على المستوى القريب من حيث السيطرة، لكن الأمر ينعكس من خلال ما تلمسه قيادات الفصائل الكردية من تخلي العناصر عن نقاطهم وعدم استعدادهم لخوض المعركة بشكل جدي، فغالبية العناصر الذين تنشرهم في مناطق شرق الفرات هم من المجندين بشكل قسري في صفوفها من أبناء العشائر العربية، وهؤلاء لا يعتقدون نهائياً أن معركة ضد العشائر تعنيهم، وبالتالي لا يتمسكون كثيراً بالنقاط التي ينتشرون فيها، ما يعكس هشاشة “قسد”، العسكرية واحتمال تفككها السريع أمام أي معركة جدية مع الدولة السورية.