أزمة المياه تطفو في جرمانا.. عائلات تغتسل بـ”كيلة” وأخرى تنعم بـ”برميل”

داما بوست – كلير عكاوي| يبدو أن “حليمة عادت لعادتها القديمة” في جرمانا، بعد أن عاودت العائلات الاستعانة بالكيلة لكي تغسل أطباقها وتنظّف أيادي أولادها بسبب انقطاع المياه منذ أكثر من 6 أيام.

وكم ثقيلة هذه الأيام على ربّة المنزل رانيا (36 عاماً) التي تستيقظ طوال الليل لكي تعبّىء “الجرن والجاطات” من صنبور المياه الرئيسية، لأن الأخيرة تعجز الصعود إلى الخزّان بسبب ضعفها الشديد، بحسب تعبيرها ل “داما بوست”.

وقالت الأم لثلاثة أولاد: “المي برفع الخيط عم تجي عالحنفية.. وما عم تطلع عالخزّان.. ومارح أدفع بقرة جحا لأشتري مي من الصهاريج”.

وتكرّر انقطاع المياه ببعض الأحياء في جرمانا مثل النهضة والنهضة الجديدة، والبلدية والبلدية الجديدة، ودف الصخر والقوس والخضر وغيرها، دون وصول قطرة واحدة إلى خزانات منازلهم.

برميل المي بـ 10 آلاف في جرمانا!

يلجأ بائع الغذائيات “رائد” (35 عاماً) إلى حلول بديلة رغم صعوبة ظروفه المعيشية، قائلاً لـ”داما بوست”: “اشتري المياه من الصهاريج المتنقلة بسعر 10 ألاف ل.س للبرميل الواحد في جرمانا، الأمر الذي يزيد متاعبي بتأمين احتياجات عائلتي”.

وروت موظفة البنك والعازبة “نبيلة” ل داما بوست، قائلة: “لم أتنعّم باستحمّام واحد منذ أسبوع.. عدا عن تكتلات الغسيل في الأرضيّة.. أخاف على ثيابي الدافئة من الاتساخ لأن غسلها يحتاج إلى أيام”. بدوره، رئيس وحدة المياه في جرمانا طلال بركة أوضح ل “داما بوست”، أن “نقص المياه في جرمانا مرتبط بمشاكل في الكهرباء، وبعض الأعطال في مضخّة مياه واحدة، علماً أن المشكلة استمرت من يوم إلى ثلاثة أيام”.

مُعفى من التقنين وغير مُعفى من الأعطال!

عملت مؤسسة المياه على مشروع تمديد خط مُعفى من التقنين لآبار المياه في جرمانا، في الفترة الماضية، وبلغ عددها 26 بئراً بتكلفة 3 مليار ليرة سورية، ليحظى سكانها بالمياه بفترة التقنين الكهربائي.

ونفى “جميل” (47 عاماً) الذي يعمل في محل كهربائيات ل “داما بوست”: “تزويد خزان منزله حاليّاً رغم وجود الخط المُعفى من التقنين على مضخات المياه الرئيسية في جرمانا”.

وأضاف: “منذ 5 أيام وأنا أحاول فتح الصنبور مراراً وتكراراً على أمل أن أحظى بتعبئة مياه رسمية لمنزلي في النهضة الجديدة في فترة تغذية الكهرباء، وصولاً إلى زاروب من المياه لايذكر”.

وكان حال ربة المنزل لين (40 عاماً) أشبه بسباق الماراتون كما وصفته، قائلة: “الله يعين اللي عندو ولاد.. في عشوائية الكهرباء.. اركض لتسخين المياه التي اشتريها على الغاز، كي أحمّم اطفالي”.

وأضافت: “اشتري المياه من الصهريج المتنقل كل ثلاثة أيام لأن المياه الرئيسية تزورني كل حين ومين في جرمانا.. ركبولنا خط مُعفى من التقنين ولكنه يبدو غير مُعفى من الأعطال!”.

وأفاد “بركة” بأن “الخط المُعفى من التقنين تعرّض إلى مشاكل في اليومين الماضيين، حيث فصلت الكهرباء عنه من محطات التوليد الأساسية أكثر من 6 مرات نتيجة أعطال”.

ليترين عالبيعة!

تحدّث عدد من أهالي جرمانا أن الفترة الماضية، كانت أفضل لأن المياه وصلت لطوابقهم المرتفعة دون الحاجة إلى تشغيل مضخات منازلهم، لتعاود اختفاؤها مجدداً.

وتحدث عامر وهو صاحب صهريج في جرمانا (53 عاماً) ل “داما بوست”: “ازداد الطلب على تعبئة المياه في أحياء عديدة منذ بداية العام الجاري، وبعض العائلات تعاني من عدم وصول المياه لمنازلها”.

وأضاف “عامر”: “نزود المنازل بالمياه بشكل دوري، حيث يحدّد سعر التعبئة بحسب ارتفاع الطابق، ويتراوح سعر البرميل الواحد من 8 إلى 10 آلاف ليرة سورية.. ونقدّم ليترين عالبيعة”.

حمام البيت بالدور وحمام السوق بالزور!

تعالت أصوات سكان جرمانا مع اقتراب حلول رمضان المبارك، بسبب واقع المياه “المزري”، وتخوّفهم من الضغوطات في تأمين الاحتياجات الأساسية وعلى رأسها الاستحمام.

وانتقلت الطوابير إلى المنازل، وأصبح أفراد العائلة يرغبون الاستحمام بالمياه شبه الساخنة مرة في الأسبوع بـ “الدور”، أو اللجوء إلى حمام السوق ب “الزور” بسبب ارتفاع تكلفته التي تبدأ من 15 الف ليرة سورية، بحسب وصفهم.

بدوره، أكد رئيس وحدة المياه في جرمانا أن “المشكلة حدثت منذ ثلاثة أيام، الأمر الذي انعكس سلباً على بعض الأحياء، وخصوصاً ذات الطوابق المرتفعة والواقعة في نهاية الشبكات، علماً أن المشكلة تعالجت كليّاً، وستزوّد العائلات بالمياه تباعاً”.

وتشرب جرمانا المياه من الآبار المحليّة أو من العقدة الخامسة الموجودة على طريق المطار، وتحتاج إلى كميات كبيرة نسبة إلى الكثافة السكانية.

ويحاول المواطن السوري تعلّم الجري السريع في حياته اليومية، ليستطيع الموازنة بين حاجاته الأساسية والتفكير العميق بآلية تأمينها ليحقّق حلمه بالبقاء، دون استطاعته “التأفؤف”، بل السعي وراء الشهيق والزفير الذي يسيطر تماماً على وقته.

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...