أردوغان والتلطي خلف القضية الفلسطينية

داما بوست- الإعلامي جمال ظريفة| في الكثير من الحروب والصراعات هناك أطراف تقف إلى جانب أحد الجهتين المتصارعتين، لمصالح أو أيديولوجيا معينة، تربط بين الطرفين، فيتم تحديد الموقف، وقد يتطور إلى دعم مادي مالي أو اقتصادي وفق الحاجة وقوة العلاقة التي تربط الطرفين، وكذلك المقدرة على المساعدة.

وتتحمل الدول مسؤولية تبعات مواقفها مع أي طرف كان، وهي راضية لأنها اتخذت الخطوة الصحيحة وفق رؤيتها، وتحاول تسويق مسوغات تلك المواقف عبر الإعلام لتخفيف وطأة الأمر على الرأي العام، لكن أن ترى دولة تقف ليلاً مع طرف ونهاراً مع آخر فهذه هي الزندقة السياسية البحتة والتي بات رجب طيب أردوغان أستاذاً أكاديمياً فيها.

لن نذهب بعيداً فها هو العدوان الصهيوني ماثل أمامنا في قطاع غزة يقتل الأطفال والنساء والشيوخ ويشرد شعباً بأكمله، فماذا فعل أردوغان لدعم “إخوانه المسلمين” كما يحب أن يتشدق.

مواقف فاضحة بادية للعيان يسلكها الطوراني السلجوقي أردوغان في المنطقة العربية، فهو يميل حيث تكون كفة واشنطن وغير ذلك كله ذر للرماد في العيون.

منذ أكثر من عقد من الزمن وتحديداً في منتدى دافوس الاقتصادي

انسحب أردوغان من المنتدى بعدما هاجمه الرئيس الإسرائيلي حينذاك شمعون بيريز والذي كان يدافع عن عدوان إسرائيلي على غزة وحين أشار بيريز بإصبعه في اتجاه أردوغان وسأله كيف كان سيتصرف لو كانت صواريخ حماس تسقط على إسطنبول، فانسحب أردوغان وحدثت حينها ضجة إعلامية بأنه احتجاج على العدوان ، لكن الكثيرين لا يعرفون أن انسحاب أردوغان الذي استغله فيما بعد افضل استغلال كان احتجاجا على الهجوم الشخصي لبيريز وإشارته بإصبعه نحو أردوغان وليس الموقف أو الاحتجاج كون الرئيس التركي لديه حساسية شديدة من الهجوم الشخصي عليه لدرجة الفوبيا.

قاعدة انجرليك في الأناضول تابعة لحلف الناتو،وتركيا عضو فعال في حلف شمال الأطلسي، وتلك القاعدة تضم في طيات مستودعاتها قنابل نووية وطائرات أف 16 أمريكية وإسرائيلية وهذا ليس كشفاً فهي حقيقة كشفتها حرب الخليج وغزو العراق، ومشاركة الطائرات الإسرائيلية في ضرب الجيش العراقي ومواقعه انطلاقاً من القاعدة معروفة للجميع.

أردوغان العثماني يتحين الفرص للانقضاض على هدفه السياسي أيا كان، غير آبه للبعد الأخلاقي لأي موقف يتخذه، فهو صار مضرب مثل في الحيلة والدهان والتلون، فتارة يكون مع القضية الفلسطينية ويرسل باخرة “مافي مرمرة” لكسر الحصار على غزة عام 2010 ،وتارة ثانية يرسل مرمرة أخرى ترسو في حيفا هذه المرة محملة بكل ما يدعم الاقتصاد الإسرائيلي.

دعم لوجيستي لكيان الاحتلال حتى في المعدات الحربية واللباس العسكري، لم ينقطع إلى أن انتقدت أحزاب المعارضة التركية بشدة قرار البرلمان الذي يهيمن عليه حزب أردوغان “العدالة والتنمية” وأعوانه من الحركة القومية، برفض التدقيق في مسألة التجارة مع “إسرائيل” والذي تقدمت به تلك الأحزاب، كما انتقدت الأحزاب، رفض قطع العلاقات الدبلوماسية، واستمرار تصدير البضائع من تركيا، ومرور سفن الوقود عبرها إلى “إسرائيل”.

مناورات هنا وهناك يقوم بها السلجوقي في مصر والسعودية لكسب ود العرب الغيارى على القضية الفلسطينية لكن في مضمونه يدعم “إسرائيل” ويقف معها سراً ويتاجر بالدماء الفلسطينية وإعلامياً يناصب إسرائيل العداء، لكسب ود الشعب التركي، الذي بالتأكيد يقف بمعظمه إلى جانب مظلومية الشعب الفلسطيني.

ومع اقتراب الانتخابات المحلية التركية المزمع تنظيمها في الـ 31 من آذار الجاري، يبدو أنَّ للعدوان على غزة، وبشكل أكثر دقة للموقف الرسمي التركي منه، تداعياتٍ مباشرةً، وغير مباشرة على الحملة الانتخابية، وربما كذلك على نتائج الانتخابات.

فهنا يظهر المستور وينشر غسيل حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان

خلال الحملة الانتخابية، حيث أوردت وسائل إعلام معارضة خبر تعاون مرشح العدالة والتنمية “مراد كوروم” مع شركة إعلام إسرائيلية للترويج لحملته في وسائل التواصل الاجتماعي، في تركيا وهو الأمر الذي لم ينفِه الحزب ووسائل الإعلام المقربة منه أو تفنده بشكل مباشر، وإنما أوردت خبر استعانة منافسه إمام أوغلو بشركة إعلامية “لها فرع في “إسرائيل”.

وبهذه المناسبة لا يحضر إلا صورة استعراض العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في الزي العسكري القتالي يشارك في تحميل المساعدات لغزة في وقت سبقت منتجات البحر الميت إلى كيان الاحتلال أي موقف سياسي تجاه المجزرة الدامية المستمرة في غزة.

من يرد أن يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني من تلك الدول المطبعة فعليه قطع العلاقات السياسية وإغلاق السفارات وتقديم الدعم المادي واللوجيستي للشعب الفلسطيني ومقاومته حتى إمدادهم بالسلاح كونه الحل الوحيد لاستعادة الحقوق وتحرير الأرض المغتصبة.

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...