داما بوست-خاص:
تغرق غزة في الظلام ليلاً، فقط تضيئها نار القصف والحرائق التي تزرعها آلة الموت الصهيونية، كما تغرق أيضاً بالجوع والمرض وانعدام سبل الحياة، بينما تجول غربان الدبلوماسية الأمريكية وتنعق في المنطقة لكسب التأييد لبلاد العم سام، ودعم الكيان الصهيوني والتسويق لفكرة السلام المبتذلة، في وقت تنبه فيه وكالة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” من الوضع المزري للأطفال في غزة، وتحذر من أن مئات الآلاف منهم باتوا يعيشون في الشوارع بلا مأوى.
المنظمة التي تعنى بالطفولة وضعت الإصبع على الجرح وأشارت إلى أن “نحو 1.3 مليون شخص بينهم 610 آلاف طفل يعيشون في الشوارع والطرق في مدينة رفح جنوب قطاع غزة”، وحصولهم على مياه الشرب المأمونة محدود للغاية في خضم الهجوم المميت الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.
المياه هي مصدر الحياة وغزة تُركت بدون مياه صالحة للشرب، ووسط القصف المستمر فإن الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي محدود للغاية وكذلك الحصول على الدواء، في حين تعرض 60 بالمئة من البنية التحتية في غزة لأضرار أو تدمير، وهذا أمر خطير تتعالى الأصوات الأممية لإيصاله للعالم أجمع.
نار القصف الصهيونية بدعم من واشنطن
ويشن الاحتلال الإسرائيلي منذ الـ 7 من تشرين الأول الماضي عدواناً وحشياً على قطاع غزة أدى إلى تدمير عشرات الآلاف من المنازل والبنى التحتية، وخاصة الصحية، وأوقع عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى.
واستقبلت “إسرائيل” غربان الدبلوماسية الغربية، بتصعيد جرائمها وإبادتها الجماعية بحق الأهالي في قطاع غزة، واستهداف المدنيين ومنع وصول الاحتياجات الأساسية ومواصلة تدمير القطاع الجريح، وجعله غير قابل للسكن، وهي الآن ترنو بعين الذئب نحو مدينة رفح التي تتجمع فيها كثافة سكانية عالية بفعل النزوح القسري الذي سبب قصف الاحتلال الهمجي وتدميره للبنى التحتية والسكنية.
كيان “إسرائيل” كل يوم يرسل رسائل قوية يتحدى فيها المجتمع الدولي مدعوما من حليفه الأمريكي من خلال حشر أكثر من 1.3 مليون مواطن في رفح، ومنطقتها، وسط تهديدات باجتياح تلك المنطقة وارتكاب مزيد من المجازر، كما تستقبل بلينكن بتعميق تقطيع أوصال الضفة الغربية، واستمرار اعتداءات المستوطنين، ونشر مزيد من حواجز الموت وشل حركة الفلسطينيين.
مجلس الأمن الدولي اليوم مطالب من أي وقت مضى بتحمل مسؤولياته بتحرير حقوق الشعب الفلسطيني بقوة القانون الدولي من براثن كيان الاحتلال، وبقرار أممي ملزم يتعدى صيغة إدارة الصراع نحو حله وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، بما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، وممارسة أقصى الضغوط على الحكومة الإسرائيلية الهمجية لوقف عدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني.
ولا شك أن الاعتراف الأميركي بدولة فلسطين، ودعمها لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بشكل عاجل، يكتسب أهمية كبيرة في خفض منسوب الصراع العربي الصهيوني، وتوفير المناخات المناسبة لحله، بما يحقق أمن واستقرار المنطقة، وتأتي زيارة رأس الدبلوماسية الأمريكي أنتوني بلينكن لـ “إسرائيل” في إطار جولة شرق أوسطية ترشح بالدعم للكيان هي الخامسة منذ الحرب العدوانية على قطاع غزة المنكوب.