المنتدى الاقتصادي السوري – الكوري ينطلق في دمشق

انطلقت في دمشق، أعمال المنتدى الاقتصادي السوري – الكوري الأول، في فعالية تعدّ الأولى من نوعها منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل أشهر. ويقام المنتدى برعاية وزارتي الخارجية والاقتصاد في سوريا، وبالتعاون مع سفارة كوريا الجنوبية ووكالة كوترا (KOTRA)، بهدف استكشاف فرص التعاون في مرحلة إعادة الإعمار، وتعزيز التبادل التجاري، وبناء شراكات اقتصادية وتقنية بين الجانبين.

تعاون مرتقب في التكنولوجيا والطاقة والبنية التحتية

وفي كلمته الافتتاحية، أكد وزير الاقتصاد والصناعة محمد نضال الشعار أن قطاعات الصناعات المتقدمة ونقل التكنولوجيا والطاقة المتجددة والبنية التحتية الذكية والتعليم والتدريب، تشكل مسارات أساسية للتعاون المستقبلي مع كوريا الجنوبية.
وأشار الشعار إلى أن الحكومة السورية تعمل على “تثبيت الاستقرار الاقتصادي وتطوير البيئة التشريعية ودعم القطاعات الإنتاجية”، بما يسهم في تحويل الاقتصاد السوري إلى اقتصاد أكثر قدرة على التصدير وأكثر انفتاحاً على العالم.

أول مشاورات دبلوماسية منذ بدء العلاقات

وقال كوانغ يونغ شانغ، المدير العام لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الكورية، في تصريح لـ”العربي الجديد”، إن انعقاد هذا المنتدى يمثّل أول اجتماع مشاورات دبلوماسية بين وزارتي الخارجية في سوريا وكوريا الجنوبية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أبريل الماضي. وأعرب عن سعادته بهذه الخطوة التي وصفها بأنها “فرصة تأسيسية لتعاون طويل الأمد”.

كوترا: بداية صفحة جديدة في التعاون الاقتصادي

من جانبها، اعتبرت هانا كيم، مديرة مكتب كوترا في عمّان والملحق التجاري في سفارة كوريا لدى الأردن ولبنان، أن المنتدى يشكل “مناسبة بالغة الأهمية” بوصفه أول فعالية رسمية للتعاون الاقتصادي بين البلدين منذ إقامة العلاقات. ونقلت “خالص التهاني وأصدق مشاعر الدعم من الشعب الكوري” لجهود سوريا في بناء مرحلة جديدة.

واستعرضت كيم تاريخ التعاون الاقتصادي، مشيرة إلى أن كوترا لعبت دور “الجسر” بين البلدين عبر المشاركة في المعارض الدولية في دمشق منذ مطلع الألفية، وافتتاح مكتبها في العاصمة السورية عام 2009، قبل تعليق نشاطه الميداني مع استمرار العمل من خلال مكتب عمّان.

تراجع التبادل التجاري… ورهان على انطلاقة جديدة

ووفق البيانات التي قدمتها كيم، بلغ حجم التبادل التجاري بين سوريا وكوريا الجنوبية في عام 2010 نحو 1.4 مليار دولار؛ إذ صدّرت كوريا ما يقارب 1.26 مليار دولار إلى سوريا، في حين استوردت منها نحو 150 مليون دولار. إلا أنّ هذا الحجم شهد تراجعاً كبيراً بعد اندلاع الأزمة السورية، وإن ظلّ “الأمل بالتعاون قائماً”.

وختمت كيم حديثها بالإشارة إلى أن “بوادر عهد جديد من السلام في سوريا تشكل مصدر تفاؤل كبير”، مؤكدة التزام كوترا بمواصلة دورها “كشريك فاعل” في التعاون الاقتصادي، واستكشاف فرص جديدة بالتنسيق مع الجهات الحكومية والشركات السورية، وصولاً إلى “علاقة صداقة وشراكة أقوى بين البلدين”.

نحو مرحلة جديدة من الانفتاح الاقتصادي

يمثّل المنتدى خطوة عملية باتجاه إعادة تحريك العلاقات الاقتصادية بين دمشق وسيول، وسط توقعات بأن يسهم في فتح قنوات تعاون جديدة، خصوصاً في مجالات التكنولوجيا والطاقة وإعادة الإعمار. وبينما تراهن سوريا على جذب شركاء اقتصاديين للتعافي وإعادة البناء، تبدو كوريا الجنوبية مهتمة باستكشاف الفرص المستقبلية التي قد ترافق الانفتاح الاقتصادي في البلاد.

اقرأ أيضاً:سورية والسعودية تتفقان على إنشاء محطتي كهرباء بالطاقة المتجددة

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.