مكب “البصة” في اللاذقية.. كارثة بيئية تفجّر “الجرب” وسط إهمال المحافظة
تتفاقم الأوضاع الصحية والبيئية في قرية “البصة” بريف اللاذقية، حيث تحوّل مكب النفايات الرئيسي للمحافظة القريب منها إلى “قنبلة بيئية موقوتة”، مهددًا حياة الأهالي بعد تفشي مرض الجرب بشكل كبير.
تفشي الجرب ونداء عاجل
سجّلت “البصة” عددًا متزايدًا من حالات الإصابة بطفيل الجرب، مما دفع مستوصف القرية لإطلاق نداء عاجل لسكان القرية، مطالبًا بأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، وتوضيح أعراض الإصابة والطرق الوقائية، وكيفية التعامل السليم مع المصابين لمنع انتشار العدوى.
مكب النفايات.. المتهم الرئيسي
أكد نشطاء في المرصد السوري لحقوق الإنسان أن السبب الرئيسي وراء هذا التفشي الوبائي هو الموقع الجغرافي للقرية، التي تدفع ثمن قربها من مكب نفايات المحافظة بأكملها. هذا المكب يخلق بيئة خصبة لتكاثر طفيل الجرب وغيره من الأمراض الخطيرة والمعدية.
إهمال رسمي يفاقم الأزمة
عبر أهالي القرية عن استيائهم الشديد من “الموقف السلبي” للمحافظة والبلديات، مؤكدين عدم تقديم الخدمات الضرورية واتخاذ الإجراءات الفعّالة لمكافحة الحشرات والأوبئة.
ويخشى الأهالي من تفاقم المشكلة وانتشارها بشكل أوسع عبر طلاب المدارس، مشددين على أن تبعات المرض ستؤثر على الصحة العامة، خاصة وأن “الطفيلي” يمكن أن يعيش لأشهر في المنازل، مما يجعل التخلص منه صعبًا للغاية.
الأوضاع الاقتصادية تزيد الطين بلة
تتضاعف معاناة المواطنين بسبب الوضع المعيشي والاقتصادي المرهق، حيث يجدون صعوبة بالغة في تأمين سبل الوقاية أو العلاج. وقد أدى غلاء الكهرباء إلى عزوف الأهالي عن استخدام السخانات الكهربائية لغلي الملابس والأغطية، وهي خطوة وقائية أساسية لمكافحة الجرب. وفي ظل غياب الإجراءات الصحية الحقيقية من الجهات الرسمية، تبقى المنطقة مكشوفة أمام خطر انتشار الأوبئة والأمراض.
اقرأ أيضاً:حملة أمنية في اللاذقية: اعتقال ضباط وعناصر مشمولين بـ التسويات وتصاعد التوتر الطائفي