زيارة الشرع إلى واشنطن.. ملفات حساسة وخطوط حمراء أميركية

تتجه الأنظار إلى العاصمة الأميركية واشنطن حيث من المقرر أن يصل الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع في 10 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، في زيارة وُصفت بـ”الحاسمة” نظراً للملفات المعقدة المطروحة على طاولة البحث مع الإدارة الأميركية، وعلى رأسها الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، مستقبل قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مسار الحوكمة والانتقال السياسي، إضافة إلى ملف التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

رسائل سياسية من البيت الأبيض

مصادر دبلوماسية نقلت لصحيفة “عكاظ” أن زيارة الشرع كان يمكن أن تُستبدل باتصالات عبر المبعوث الأميركي الخاص توم باراك، الذي يمتلك علاقة وثيقة مع القيادة السورية الجديدة، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فضل استقبال الشرع شخصياً في البيت الأبيض لإرسال رسائل سياسية مباشرة إلى “إسرائيل” وإيران.
الرسالة الأساسية، وفق المصادر، تتمثل في أن واشنطن تمنح دعمها السياسي للسلطة السورية الحالية، مع التأكيد على أن أي تصعيد إسرائيلي داخل سوريا قد لا يمر دون رد سياسي أو دبلوماسي أميركي.

التطبيع مع “إسرائيل”.. مؤجّل لا ملغى

رغم أهمية ملف التطبيع، استبعدت المصادر أن يتم طرح اتفاق سلام مباشر خلال هذه الزيارة. لكنها أشارت إلى أن دمشق عبّرت في أكثر من مناسبة عن استعدادها لخوض عملية سلام على غرار “كامب ديفيد”، بحضور دولي واسع، فيما تتحفظ واشنطن على النوايا الإسرائيلية بشأن أي اتفاق محتمل.

دعم سعودي ودور إقليمي

مصادر عربية وغربية متقاطعة أكدت أن الدعم السياسي السعودي لحكومة الشرع كان عاملاً محورياً في تهيئة المناخ الدولي للقبول بالقيادة السورية الجديدة. وتوضح المصادر أن الرياض لعبت دوراً في تسويق الحكومة على أنها ركيزة للاستقرار الإقليمي، وأن زيارة الشرع إلى واشنطن جاءت نتيجة تفاهمات سعودية-أميركية حول مستقبل سوريا.

المظلة الأميركية وشروطها

مصدر أميركي أوضح أن استقبال الشرع في واشنطن بعد مشاركته الأخيرة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، هو إشارة واضحة بأن سوريا باتت ضمن “المظلة الأميركية السياسية”. غير أن هذا الدعم مشروط بقدرة الحكومة السورية على ضبط الأوضاع الداخلية، احترام مشاركة المكونات المجتمعية، ووقف الانتهاكات الأمنية.

خطوط ترامب الحمراء

مراقبون أميركيون مقرّبون من دوائر القرار أكدوا أن للرئيس ترامب خطوطاً حمراء واضحة في التعامل مع دمشق، أبرزها:

  • منع عودة النفوذ الإيراني إلى سوريا سواء بشكل مباشر أو عبر أطراف وسيطة مثل روسيا.

  • عدم تكرار أحداث أمنية دامية كالتي شهدها الساحل السوري في 7 آذار/مارس الماضي أو في السويداء في تموز/يوليو.

وبحسب هؤلاء، فإن ترامب يسعى إلى “حسم كل الملفات العالقة” خلال الزيارة، ووضع علاقة متوازنة مع دمشق بعيداً من الضغوط الداخلية الأميركية من جماعات الضغط السورية.

رهانات دولية على الاستقرار

تأتي الزيارة في ظل توقعات بإعادة صياغة العلاقات الدولية مع دمشق، خاصة بعد الدعم الإقليمي والدولي النسبي الذي تحظى به الحكومة الجديدة منذ سقوط نظام بشار الأسد. وتراهن قوى دولية عدة على أن تمنع هذه المرحلة تحول سوريا مجدداً إلى ساحة للصراع أو التنافس الدولي، لما لذلك من انعكاسات إقليمية واسعة.

بهذه المعطيات، تبدو زيارة الشرع إلى واشنطن محطة مفصلية قد تعيد رسم ملامح الدور السوري في النظامين الإقليمي والدولي، وسط ترقب لمخرجات اللقاء مع الرئيس الأميركي والقرارات التي قد تليه.

اقرأ أيضاً:ترامب: الشرع يعمل جيداً وقد يزور البيت الأبيض

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.