أقام الحزب العربي الديموقراطي الناصري في مصر مجلس عزاء للشهيد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، وسط إجراءات أمنية مشددة لاتحدث إلا في حالة الذكرى السنوية لانتفاضة 25 يناير.
الإجراءات الأمنية جاءت من مخاوف الشرطة المصرية من خروج المعزّين من مقر الحزب وإقامة نشاط، على غرار ما حصل، مساء الإثنين الماضي، عندما قام عدد من أعضاء “التيار الناصري الموحّد” بإقامة صلاة غائب على روح الشهيد السيّد نصر الله أمام مقر “الحزب العربي الديموقراطي الناصري”.
وبالرغم من ذلك لم يثنِ الترهيب الناس عن الحضور، وحضر العزاء، الذي استمرّ لساعتين، عشرات الشخصيات المصرية والفلسطينية، ومن بينهم ممثلو أحزاب وقوى وطنية مصرية، ورغم التشديد الأمني لم تقم قوّات الأمن بمنع أحد من حضور العزاء.
واستُهلّ العزاء بكلمة لرئيس “الحزب العربي الديموقراطي الناصري”، محمد النمر، جاء فيها أن هذا “العزاء ليس للتعزية والحزن، ولكن ليُذكِّر الجميع بأن المقاومة مستمرة، وأن المقاومة بحكم التاريخ والجغرافيا لم ولن تموت.”
وقام المنظّمون بتشغيل مقاطع من خُطب للشهيد السيّد نصر الله كان قد ألقاها خلال معركة “طوفان الأقصى”، وتبعتها كلمات لشخصيات مختلفة، من بينها الصحافي حسين عمرو ناصيف، ورئيس “الحزب الشيوعي المصري” صلاح عدلي، والكاتبة كريمة الحفناوي، والصحافية نور الهدى زكي، والرئيس الأسبق لدائرة اللغة العربية في الأمم المتحدة، سهير السكري، ونائبا رئيس “الحزب العربي الديموقراطي الناصري” أحمد حسين ويوسف عبده، بالإضافة إلى عضو المكتب السياسي لـ”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” مريم أبو دقة.
وفي كلماتهم، أكّد المنظمون أن خسارة بحجم السيّد نصر الله هي ضربة كبيرة لحركة التحرر العربية، وأنه بالرغم من ذلك لا تزال هذه الحركة، وعلى رأسها “حزب الله”، بخير وبأفضل حال، تنظيمياً وعسكرياً، وأن المقاومة لا يمكن اقتلاع جذورها لأنها تعيش طالما يعيش العرب في خطر الاستعمار الصهيوني، ربيب الإمبريالية وذراعها في الجنوب العالمي والوطن العربي بشكل خاص.
وأكّد بعض الحضور أن ثورة الإمام الحسين لم تنتهِ بعد ولم تُهزم، وإنما تستمر إلى اليوم مع شخصيات من مثل الشهيد السيّد نصر الله، ومن سيخلفه، وزملائه ورفاقه المجاهدين في “حزب الله”، والذي يناصرون المستضعفين في فلسطين والوطن العربي، ويناضلون ضد الاستكبار الصهيوني والأميركي والإمبريالية في العالم. وانتهى العزاء بالدعاء للشهيد السيّد نصر الله، وأن يوفِّق مجاهدي الحزب والمقاومة في تسديد ضرباتهم للعدو.
اقرأ ايضاً: مواقف لبنانية تعزي بالشهيد السيد نصر الله.. ترك خلفه مدرسة من الكرامة والمقاومة
أمين إعلام القاهرة في الحزب العربي الديموقراطي الناصري، وعضو المؤتمر القومي العربي، كريمة الروبي قالت: ” شعرت يوم استشهاد السيِّد بأنني يُتِّمَت للمرة الثانية، لأن السيد نصر الله لم يكن مجرد قائد أو أميناً عاماً لحركة مقاومة وحسب، وإنما كان بالنسبة إلينا بمثابة أب يُطمئننا ويُشعرنا بالأمان بظهوره وحديثه كلما وقع حدث ما يثير في أنفسنا الخوف أو القلق أو التوتر”.
وأكدت أنه بالنسبة إليها، السيّد نصر الله “هو الوحيد الذي يذكّرنا بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر لأنه قائد حركة التحرر الوطني العربية، لا المقاومة الإسلامية في لبنان وحسب.”
وتضيف أن مُصابنا في رحيل السيّد “خسارة كبيرة، لا للأمة العربية بكاملها وحسب، وإنما لجميع المناضلين ضد الصهيونية والإمبريالية في العالم”، مشدّدة على أن هذا العزاء “ليس للحزن، وإنما هو تجديد للعهد باستمرار دعم المقاومة، في سرّائها وضرائها، ومهما كانت ظروفها، وفي انكسارها قبل انتصارها”.
وتابعت أن المصريين “يثقون كل الثقة بأن المقاومة ستنتصر، وأن الرجال الذين ربّاهم السيِّد الشهيد في كنف حزب الله سيظلّون يكافحون ويقاتلون على طريق القدس حتى تحقيق النصر الذي وعدنا به القائد الشهيد”.