قالت خدمة “كوبرنيكوس” لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي إن العام الحالي في طريقه لأن يصبح الأعلى حرارة على الإطلاق، مع ارتفاع معدل درجة الحرارة عالمياً حتى الآن هذا العام بمقدار 0.52 درجة مئوية، وفق ما نقلت “رويترز”.
وأعلن مرصد “كوبرنيكوس” الأوروبي اليوم الخميس، أن “الشهر الفائت كان الأكثر حرّاً على الإطلاق الذي يسجّل على مستوى العالم” وقد تخطّى الرقم القياسي السابق المسجّل في 2020 بفارق كبير بلغ نصف درجة مئوية.
وقال المرصد إنّ متوسط حرارة سطح الكوكب خلال الشهر المنصرم بلغ 16.38 درجة مئوية، وهي “حالة شاذة غير مسبوقة” إذ إنّها تزيد بمقدار 1.75 درجة مئوية عن معدل درجات الحرارة لشهر أيلول في الفترة 1850-1900″، أي قبل تأثير انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن النشاط البشري على المناخ.
وأفاد المرصد في تقريره الشهري أنّ معدل درجات الحرارة في العالم منذ مطلع هذا العام يزيد بـ 1.4 درجات مئوية عمّا كان عليه قبل الثورة الصناعية.
وبالنظر إلى أنّ اتفاقية باريس المناخية وضعت نصب عيني العالم هدفاً طموحاً يتمثّل بوقف الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية بالمقارنة مع درجة حرارة سطح الكوكب خلال الفترة التي سبقت الثورة الصناعية.
فإنّ الأرقام التي نشرها “كوبرنيكوس” تعني أنّ العالم بات أقرب من أيّ وقت مضى لبلوغ هذا الحدّ الأقصى.
ووصل الجليد البحري في أنتاركتيكا إلى أدنى مستوى تاريخي في أيلول، حيث غطى مساحة أقل بنسبة 9% من الجليد البحري في المتوسط من عام 1991 إلى عام 2020، وفي القطب الشمالي، بلغ الجليد البحري في أيلول خامس أدنى مستوى له.
ومن حيث هطول الأمطار، كانت الصورة مختلطة في أيلول، وشهدت أجزاء كبيرة من غرب أوروبا أمطاراً أكثر من المعتاد، وكانت هناك فيضانات في اليونان وليبيا نتيجة للعاصفة دانيال التي ضربت البحر المتوسط.
وسجلت أجزاء أخرى من أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك وآسيا الوسطى وأستراليا أكثر شهور أيلول جفافاً منذ بدء التسجيلات.
يذكر أن خدمة كوبرنيكوس تنشر بانتظام بيانات عن درجة الحرارة على سطح الأرض والغطاء الجليدي البحري وبيانات هطول الأمطار.
وتستند النتائج إلى تحليلات تم إعدادها بواسطة الكمبيوتر تتضمن مليارات القياسات من الأقمار الاصطناعية والسفن والطائرات ومحطات الطقس في جميع أنحاء العالم.