توتر في الساحل السوري.. حشود عسكرية ومقاتلين أجانب

يشهد الساحل السوري خلال الأيام الأخيرة تصعيداً ملحوظاً مع وصول أرتال عسكرية جديدة إلى المنطقة، وسط تحذيرات من مراقبين عسكريين وأمنيين من احتمال انزلاق الأوضاع إلى مواجهات واسعة النطاق، على غرار أحداث آذار/مارس الماضي.

تعزيزات وانتشار

مصادر عسكرية مستقلة أكدت وصول حشود وأرتال تابعة لوزارة الدفاع والأمن العام السوري إلى مدن وبلدات الساحل، كان آخرها مساء الخميس. وذكرت المصادر أن الأرتال تضم عشرات الآليات المزودة برشاشات، مع ملاحظة عودة كثيفة للمقاتلين الأجانب الذين كان قد جرى تقليص وجودهم في المنطقة خلال الفترة السابقة.

وبحسب المصادر، تمركزت القوات الجديدة في مواقع عدة بينها القرداحة وجبلة وطرطوس، فيما وصل أحد الأرتال بعد منتصف الليل إلى ثكنة “اليهودية” عند مدخل اللاذقية.

اعتقالات وحوادث عنف

بالتزامن مع التعزيزات، تحدثت المصادر عن حملة اعتقالات طالت عدداً من المدنيين في القرداحة وريف طرطوس، رافقها اعتداءات مباشرة على السكان وممتلكاتهم.

في القرداحة، دخلت مجموعة من عناصر الأمن العام إلى المدينة، حيث صدمت دورية شابين كانا على دراجة نارية، قبل أن يُطلق النار على أحدهما فيما تعرّض الآخر للضرب، ثم نُقل الاثنان إلى جهة مجهولة. كما أشارت المصادر إلى أن فندق “ميريديان القرداحة” تحول إلى مقر للأمن العام.

أما في ريف طرطوس، فقد دخل فصيل يضم مقاتلين أجانب إلى “معسكر الطلائع” في قرية الهيشة، ونفذ عمليات دهم للمنازل وسط إطلاق نار، رافقها اعتقالات ونهب لممتلكات السكان.

حوادث في ريف القرداحة

مصادر أهلية أفادت أن ريف القرداحة شهد اقتحاماً واسعاً نفذه رتل عسكري يضم أكثر من 30 آلية وعشرات العناصر بينهم أجانب، استهدف قريتي “السفرقية” و”الديرونة”. العملية التي قيل إنها لملاحقة مطلوبين، ترافقت مع إطلاق نار وقصف عشوائي أدى إلى احتراق منازل وأراضٍ زراعية في السفرقية، إضافة إلى اندلاع حرائق في بساتين الزيتون والأحراش المجاورة.

وبحسب الأهالي، طلبت القوات المقتحمة من السكان البقاء في منازلهم “حفاظاً على سلامتهم”، فيما لم تصل سيارات الإطفاء التي وُعدوا بها لإخماد الحرائق.

مشهد أمني معقّد

التطورات الميدانية تزامنت مع نشر مقطع مصوّر تبنّى فيه فصيل مسلح يطلق على نفسه اسم “رجال النور – سرايا الجواد” عملية استهداف آلية بعبوة ناسفة على طريق اللاذقية–جبلة بتاريخ 14 آب/أغسطس. وقال المتحدث في الفيديو إن العملية جاءت “ثأراً لمجازر الساحل”، دون توضيح مزيد من التفاصيل عن هوية الفصيل أو ارتباطاته.

هذه التطورات المتلاحقة تزيد من المخاوف لدى السكان، الذين يعيشون حالة من القلق مع تزايد التحذيرات من تجدد أعمال العنف ووقوع مجازر جديدة في المنطقة ذات الغالبية العلوية.

اقرأ أيضاً:إسرائيل وتفكيك الساحل السوري: اختراق ناعم عبر الفوالق الطائفية ووسطاء إقليميين

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.