هيثم مناع: سقوط نظام الأسد لم يكن نهاية للاستبداد بل إعادة إنتاج دكتاتورية أشد قسوة
أكد الدكتور هيثم مناع، الأكاديمي والحقوقي السوري، أن سقوط نظام الأسد لم يُنهي الاستبداد كما كان يأمل السوريون، بل أدى إلى إعادة إنتاج دكتاتورية أكثر شراسة تقودها فصائل مسلحة فرضت نفسها عبر القوة العسكرية.
استبداد أكثر قسوة:
وصف مناع في مقابلة له ببرنامج “إلى أين” عبر “هاشتاغ”، الوضع الحالي في سوريا بأنه يعيد إلى الأذهان أكثر المراحل ظلامية في التاريخ السياسي، حيث تسيطر لغة “فقه الدم” على مفاهيم الدولة والمواطنة. وأضاف أن هذه الفصائل تسيطر على سوريا اليوم بعقلية مغلقة، حيث لا تُعبر عن مصالح المجتمع السوري بشكل عام بل عن مشاريع فئوية ضيقة.
غياب الشرعية الدينية والسياسية:
في حديثه عن الشرعية، أشار مناع إلى أن الشرعية السياسية والدينية غائبة تماماً. وأوضح أن هيئة تحرير الشام وشركاؤها لا يمثلون تياراً سياسياً أو دينياً عريضاً، بل هم فصيل مغلق اختزل المجتمع السوري واحتكر الحقيقة. كما أكد أن تعيين أحمد الشرع رئيساً لم يتم عبر أي مؤسسة وطنية، بل من خلال غرف عمليات عسكرية تسيطر عليها فصائل ثلاثة أرباعها مدرجة على قوائم الإرهاب.
استبداد أفظع من عهد البعث:
واعتبر مناع أن الوضع في سوريا اليوم أسوأ مما كان عليه في بداية حكم حزب البعث في عام 1963، حيث كان البعث أكثر تمثيلاً للمجتمع السوري في بداياته مقارنة بالفصائل الحالية التي تسيطر على البلاد. وأضاف أن هذه الفصائل لجأت بسرعة إلى الاعتقالات والتصفيات، ما يعزز الاستبداد و القمع بشكل أعمق وأشمل.
وحدة سوريا ومخاطر الانقسامات:
قال مناع إن السلطة الحالية لا تعمل على وحدة السوريين، بل على تفتيتهم وزرع الانقسامات بينهم، مما يُشكل خطرًا مضاعفًا على وحدة البلاد. وأكد أن ما يحدث يهدد بتفاقم الانقسامات ويُسهم في تفتيت سوريا أكثر فأكثر.
استعادة السيادة وبناء دولة القانون:
شدد مناع على أن استعادة السيادة الوطنية هي السبيل الوحيد لإنقاذ سوريا من التفتيت والتقسيم. وأوضح أن جميع الفصائل المسلحة اليوم رهائن للقوى الإقليمية والدولية.
وأشار إلى أن بناء دولة القانون والمواطنة هو الخيار الوحيد لضمان مستقبل سوريا وحمايتها من الانقسامات، معتبرًا أن التوافق بين المكونات المختلفة لسوريا حول مشروع وطني جامع يُعد مسألة ضرورية، وليس مجرد خيار.
واختتم الدكتور هيثم مناع حديثه بالتأكيد على أن سوريا لن تنهض إلا بوحدة أبنائها بمختلف مكوناتها و طوائفها. وحذر من أن استمرار اعتماد السلطة الحالية على القمع والوصاية الخارجية لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدماء والانقسامات في البلاد.
إقرأ أيضاً: موسى العمر: يد السلطات ضد الصحفيين في سوريا
إقرأ أيضاً: الحل نت: سياسات الشرع المركزية تعمّق الانقسامات وتدفع سوريا نحو اللامركزية