نازحو السويداء في درعا.. ظروف صعبة وخيارات محدودة

يواجه مئات العائلات النازحة من عشائر البدو في السويداء واقعاً إنسانياً قاسياً داخل مراكز إيواء مؤقتة في محافظة درعا، حيث يفتقدون الخدمات الأساسية، فيما يظل مستقبلهم معلقاً بانتظار حلول لم تتضح معالمها بعد.

في عدد من مدارس درعا التي حُولت إلى مراكز إيواء، وضعت هذه العائلات القليلة من متاعها الشخصي، على أمل العودة إلى قراها أو الحصول على سكن بديل. ومع اقتراب العام الدراسي الجديد، تزداد معاناة النازحين، إذ يشكل استمرار وجودهم في المدارس تحدياً أمام العملية التعليمية، في ظل غياب خطة واضحة لإيجاد بدائل.

نزوح بسبب أحداث السويداء

الأحداث التي شهدتها محافظة السويداء منتصف تموز/يوليو الماضي دفعت ما يقارب 400 عائلة إلى النزوح، وتم توزيعهم على 63 مركز إيواء مؤقت، معظمها مدارس غير مستخدمة للامتحانات في الريف الشرقي والأوسط من درعا. ورغم الوعود بعودة قريبة إلى مناطقهم بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة والفصائل الدرزية إلا أن إقامة هذه العائلات في المدارس طالت، ما جعل “المؤقت” يبدو دائماً.

معاناة يومية

تقول علياء الحسين (45 عاماً)، وهي نازحة من عشائر السويداء، إن العائلات تتقاسم الصفوف الدراسية بشكل مكتظ وتفتقر للخصوصية والخدمات الأساسية. وتوضح لموقع تلفزيون سوريا: “التهوية شبه معدومة، الحمامات غير صالحة، والأطفال يعانون من الطفح الجلدي بسبب غياب النظافة”.

أما علاء الشهيب، المهجر من مدينة شهبا، فيروي أنه ينام مع أسرته في فناء مدرسة ببلدة خربة غزالة، وسط معاناة من الحرّ والبعوض ونقص الأدوية، مشيراً إلى أن بعض العائلات لم تحصل على أي مساعدات بسبب عدم امتلاكها أوراقاً ثبوتية.

استجابات إغاثية

من جهته، أوضح مدير الإعلام والتواصل في الهلال الأحمر العربي السوري، عمر المالكي، أن المنظمة سيرت 17 قافلة إغاثية إلى درعا خلال تموز وآب، استهدفت نحو 5 آلاف عائلة نازحة من السويداء. وشملت المساعدات أدوية وخزانات مياه وأكثر من 4600 سلة غذائية، بدعم من منظمات محلية ودولية.

وبيّن المالكي أن الهلال الأحمر مستمر في تقييم احتياجات 12 مركزاً في ريف درعا الشرقي ومركز إضافي في الريف الغربي، ضمن خطة إغاثية متكاملة تغطي جنوب سورية، رغم محدودية الموارد.

المدارس تحت الضغط

ومع بدء العد التنازلي للعام الدراسي، تواجه السلطات تحدياً جديداً يتمثل في استمرار إشغال المدارس كمراكز إيواء. ووفق ما أعلنته محافظة درعا سابقاً، فإن ثلث مدارس المحافظة خارج الخدمة أساساً، ما يزيد من تعقيد المشهد.

المحافظة أشارت في تموز إلى عقد اجتماعات مع ممثلين عن مراكز الإيواء والمنظمات المحلية والدولية لبحث بدائل مؤقتة، من بينها إنشاء مخيمات، إلى حين عودة النازحين إلى السويداء. غير أن هذه الخطوة قوبلت برفض واسع من العائلات التي ترى في المخيمات حلاً يزيد معاناتها.

احتجاجات ورفض للمخيمات

الخميس، نظمت عشائر السويداء وقفة احتجاجية في بلدة السيدة زينب بريف دمشق، أكدت خلالها رفضها لفكرة المخيمات، وطالبت بالعودة إلى مناطقها، مشددة على حق أطفالها في التعليم وضمان بيئة آمنة ومستقرة للعيش.

وبين غياب حلول مستدامة وتعقيدات الواقع الميداني، يبقى النازحون عالقين بين مدارس تحولت إلى ملاجئ، ووعود بعودة لم تتحقق بعد.

اقرأ أيضاً:صراع النفوذ في السويداء: إزاحة الشخصيات الموالية للنظام من الحرس الوطني

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.