احتيال باسم الأمم المتحدة في حفل تكريم منى واصف: فضيحة تتكشف في دمشق

شهدت دمشق مؤخراً فعالية مشبوهة تحت عنوان “سوريا الأمل”، التي أثارت جدلاً كبيراً بعد تكريم الفنانة السورية منى واصف بلقب “سفيرة السلام” من قبل ما يُسمى بـ “المنظمة العالمية لحقوق الإنسان”، وسط حضور وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، هند قبوات. الحفل الذي تم الاحتفاء به عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووكالة الأنباء الرسمية “سانا”، يكشف عن نشاط احتيالي باسم الأمم المتحدة واستخدام أسماء ومسميات وهمية لخداع الجمهور.

“سفيرة السلام” و”درع المحبة” ألقاب وهمية وخداع مضلل:

في هذا الحدث، تم منح الفنانة منى واصف لقب “سفيرة السلام”، بينما حصلت وزيرة الشؤون الاجتماعية هند قبوات على “درع المحبة والسلام العالمي”. الحدث كان من تنظيم مؤسسة “أصدقاء سوريا في اليابان والعالم” وبرعاية شركة “شاين للإنتاج الفني”، ليُكشف لاحقاً أن “المنظمة” التي أعلنت عن منح الألقاب لا تمت بأي صلة للأمم المتحدة أو أي هيئة دولية معترف بها.

منظمة “أصدقاء سوريا في اليابان” تحت قيادة منى واصف:

وتابع موقع راديو “روزنة” الموضوع وعند التدقيق في التفاصيل بحسب الموقع، تبين أن الحفل تضمن نشاطاً احتيالياً وانتحال صفة وخداع للجمهور، إضافة لتضليل الرأي العام بمشاركة عدة جهات وحضور الوزيرة.

ويشير الموقع إلى أنه بالعودة إلى تاريخ تأسيس “أصدقاء سوريا في اليابان والعالم”، تبين أن الفنانة منى واصف هي الرئيسة الفخرية لمؤسسة “أصدقاء سوريا في اليابان والعالم”، والدكتورة لبنى بشارة نائبتها. ورغم إعلان المنظمة عن نشاطات في جميع أنحاء سوريا، فإن الواقع يشير إلى أن معظم فعالياتها تقتصر على مدينة جرمانا، حيث نظمت دورات تعليمية لفئة الأطفال.

انتحال صفة الأمم المتحدة: خداع في عين الحضور:

أظهر بحث روزنة بالمصادر المفتوحة، أن حفل “سوريا الأمل” في مدرج جامعة دمشق بالبرامكة، شهد نشاطاً احتيالياً وخداعاً باسم الأمم المتحدة، بحضور حكومي رسمي تمثل بالوزيرة هند قبوات.

في الحفل، أعلن المخرج فيصل بني المرجة عن “تعيين” منى واصف “سفيرة للأمم المتحدة للسلام”، وهو تصريح غير دقيق ومضلل. كما تم تقديم “يحيى الجميل” على أنه “سفير مفوض في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان”، وهو لقب وهمي لا أساس له في الدبلوماسية الدولية. في المقطع المصور الذي تم نشره عبر مواقع التواصل، تم استخدام هذه الألقاب بشكل مضلل بهدف تضليل الحضور والجمهور.

من هو “يحيى الجميل”؟

عند البحث في خلفية “يحيى الجميل”، الذي يُعرَف في مناسبات عدة بأنه “سفير في سوريا” باسم المنظمة، تبين أنه لا يوجد أي دليل على مصداقية هذه الادعاءات. كذلك، تم العثور على تفاصيل تشير إلى انخراطه في أنشطة مشبوهة مع كيانات وهمية مثل “المنظمة العالمية لحقوق الإنسان” التابعة لما يُسمى بـ “سلطة خدمة العالم”. هذه الكيانات تشتهر ببيع وثائق غير معترف بها دولياً مثل “جوازات السفر العالمية”.

تحذيرات من الأمم المتحدة: احتيال دولي مُتسارع:

تحذر الأمم المتحدة من تزايد الأنشطة الاحتيالية التي تستخدم اسمها وسمعتها للقيام بأفعال مشبوهة. الأمم المتحدة أوضحت على موقعها الرسمي أن أي استخدام لاسمها أو صفتها من قبل كيانات أو أفراد غير معتمدين يعد احتيالاً. كما أكدت على عدم وجود أي علاقة رسمية بين الأمم المتحدة وبين الحفل الذي جرى في دمشق، أو بين المشاركين فيه.

دور نقابة الفنانين في سوريا في التضليل:

كما تبين أن نقابة الفنانين السورية كانت جزءاً من هذا التضليل، حيث تم الإعلان عن الحفل عبر حساباتها الرسمية، مما يعزز الشكوك حول تواطؤ الجهات الرسمية في دعم هذه الأنشطة الاحتيالية. ورغم وجود بعض التكريمات الرسمية، إلا أن هذه المؤسسات لم تتحقق من صحة الألقاب والجوائز المقدمة.

إلى أين يتجه هذا الاحتيال؟

تحمل هذه الفعالية تساؤلات كبيرة حول دور الجهات الرسمية في سوريا وتواطؤها مع كيانات وهمية تمتهن التزوير واستغلال منظمات دولية مثل الأمم المتحدة لأغراض شخصية أو تجارية. ومن غير المستبعد أن تظهر المزيد من الحالات المشابهة في المستقبل، مما يهدد نزاهة الفعاليات الحكومية السورية.

خلاصة:

حفل “سوريا الأمل” في دمشق يكشف عن نشاط احتيالي واستخدام أسماء وصفات وهمية لخداع الجمهور، حيث تم منح ألقاب “سفيرة السلام” و”درع المحبة” من خلال كيانات مشبوهة ولا علاقة لها بالأمم المتحدة. ينطوي هذا الحدث على توجيه تحذيرات جدية حول انتحال صفة الأمم المتحدة واستغلال سمعتها في سوريا.

إقرأ أيضاً: شركة غامضة تشتري أول شحنة نفط من سوريا بعد رفع العقوبات

إقرأ أيضاً: مشروع أبراج دمشق يثير الجدل: هل وقعت الحكومة السورية في فخ شركة غامضة؟

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.