“الضفة الغزاوية” تتحول لوسادة من شوك.. جبهات النار والعار تطوق جيش الاحتلال
الضفة تحولت إلى ساحة غزاوية ثانية في الشراسة والمقاومة، ووسادة شوك تؤرق الاحتلال ما يقود جميع المسارات في "إسرائيل" في المستوى السياسي والعسكري إلى الهاوية، وربما استبدال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وشركائه قد ينقذ "إسرائيل" من دوامة وجودية.
داما بوست-خاص| يتحول اسم الضفة الغربية اليوم إلى “الضفة الغزاوية” التي انفجرت في وجه الاحتلال انفجاراً لم يستوعبه جيش الاحتلال، وانفجار الضفة يعني أن أمن المستوطنات الصهيونية في خطر، وأن المقاومة ستقول كلمتها الفاصلة في الدفاع عن فلسطينيي غزة والضفة الغربية وحماية وجودهم، على حد سواء وصد أي مشروع تهجير قسري صهيوني يترافق مع الإبادة الجماعية والأرض المحروقة.
“إسرائيل” تواجه أزمة وجود، ومـأزق الوجود الإسرائيلي يكبر يومياً، وفي غزة صفعت المقاومة “إسرائيل” وردعتها، والضربة القاضية ستكون في جبهة المقاومة في الضفة الغربية، و”إسرائيل” اليوم تعود لتحارب لإثبات وجودها، والمقاومة جردتها من حلمها التوراتي التوسعي وأوهام وأساطير القوى العظمى والمطلقة وما يسمى “إسرائيل” الكبرى.
الاحتلال قبل محاولة الفتك بغزة يضع الضفة الغربية على قائمة أولوياته فمعركته المصيرية فيها، لكن فشله الذريع في غزة من حيث عزل القطاع الصامد وتجريده من قوته، واجتثاث المقاومة وتصفية قياداتها، فشل بشكل لم يكن العقل الصهيوني يتخيله، ما أثار قلقه من الضفة التي تحوي مخزوناً مقاوماً جباراً يضاهي المقاومة المحترفة عسكرياً غزة.
حرف بوصلة القتال الصهيوني نحو الضفة كان خياراً صهيونياً وجودياً لكنه لم يطابق حسابات البيدر عند جيش الاحتلال، و المعركة الإسرائيلية المصيرية في الصراع والقضية الفلسطينية ليست غزة في حقيقة الأمر، بل الضفة الغربية والقدس.
ما حدث في السعار الصهيوني على الأراضي الفلسطينية الذي بدأ في غزة وانتقل إلى الضفة قال جيش الاحتلال باعتراف جنرالاته إلى حرب استنزاف ضد المقاومة وبه ستنهار “إسرائيل” في غضون عام واحد، كما يقول جنرالات الكيان.
إقرأ أيضاً: توماس فريدمان: نتنياهو ليس صديقاً لأمريكا وللأسرى الإسرائيليين
الحرب في الأراضي المحتلة فقدت غايتها، برأي كبار ضباط جيش الاحتلال الذين يقولون: “نحن نغرق في مستنقع غزة وفي الهجوم على الضفة الغربية ونفقد الجنود دون أي فرصة لتحقيق هدف الحرب الرئيسي وهو إسقاط حماس وغيرها من حركات.”
لا شك أن ما يحدث في الضفة التي تحولت إلى ساحة غزاوية ثانية في الشراسة والمقاومة ضد الاحتلال يقود جميع المسارات في “إسرائيل” في المستوى السياسي والعسكري إلى الهاوية، وربما استبدال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وشركائه قد ينقذ “إسرائيل” من دوامة وجودية قد تصل قريباً إلى نقطة اللاعودة.
ولعل ما يقف خلف الحشد العسكري في الضفة الغربية هو حالة “الفوبيا” التي تسكن قلوب قادة جيش الاحتلال ومخابراته وجنوده بفعل تحميلهم مسؤولية الفشل في السابع من تشرين الأول، وهذا يعكس ترقب الفشل القادم في الضفة على ضوء المقاومة المذهلة النوعية والمتطورة التي تفجرت في شوارعها.
جيش الاحتلال في الضفة الغربية فقد بوصلة القتال وراح يشن الاقتحامات العشوائية المجنونة والاعتقالات، ويمنى بخسائر كبيرة لدى مواجهة المقاومين، برغم الحصار والملاحقة الأمنية وأدوات المراقبة التكنولوجية المتطورة، ولا يمكن إغفال التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والأردن و”إسرائيل”، ورفض السلطة لتنامي ظاهرة المقاومة، وهو ما تعول عليه “إسرائيل” لمواجهة المقاومة في الضفة.
مواجهات المقاومة مع الاحتلال في الضفة تمتاز بشجاعة قل نظيرها، لكن ينقصها التنظيم، ولا يمكن أن نغفل أن الضفة الغربية محاصرة بأجهزة الأمن والمراقبة على مستوى كبير منعاً لاشتعالها لأنه سيغير توازنات المعركة في قطاع غزة.
إقرأ أيضاً: ضابط إسرائيلي يكشف كيف ساهم دعم واشنطن باستمرار الحرب على غزة
وبالرغم من كل ذلك تشتعل الأرض من تحت أقدام جنود الاحتلال ما دفع الكيان لتصنيف الضفة الغربية، باعتبارها منطقة قتال ثانية، بعد جبهة قطاع غزة، وأدى فوران المقاومة في أرجاء الضفة إلى تحول سياسي كبير في نهج “إسرائيل” تجاه “الضفة الغزاوية”، فبعد أن تم تصنيفها منذ بداية الحرب على غزة باعتبارها ساحة ثانوية، فإن هجمات المقاومة الأخيرة أقنعت الاحتلال بأن هذا الموقف لم يعد قابلاً للاستمرار.
وتعمل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي الآن وفق نهج جديد، حيث تنظر إلى الضفة الغربية باعتبارها الجبهة الثانية الأكثر أهمية، مباشرة بعد جبهة غزة.
الضفة تستشيط وتغلي كالمرجل، والاحتلال يصعد اقتحاماته للمخيمات والبلدات، لكنه ينام على وسادة من شوك من خلال موجة الهجمات المقاومة الشديدة الأخيرة، بما في ذلك الهجوم المزدوج في مستوطنة “غوش عتصيون”، والهجوم في “عطيرت”.
الضفة الغربية اليوم برميل بارود كبير تسعى إليه شعلة التفجير، وليس بمقدور الكيان تحمل مدى التبعات الكبيرة التي ستنجم عن انفجاره، وهو ما تسعى “إسرائيل” إلى تجنبه، مع إصرارها على الخطوات العدوانية التي تقابلها الهجمات الشديدة للمقاومة الفلسطينية بنسختها الجديدة التي قلب حسابات الكيان في المنطقة، وجعلت الاحتلال على وشك إعلان حالة الحرب على الضفة، كما هو الحال في غزة.
إقرأ أيضاً: الضفة الغربية تغلي.. باحث إسرائيلي يحذر كيانه: بوادر انتفاضة ثالثة تلوح في الأفق