آلاف السوريين يعبرون نحو لبنان.. هل بدأت موجة هجرة جديدة؟
داما بوست | لبنان
أحبط الجيش اللبناني محاولة تسلل حوالي 1100 شخص من الحدود السورية إلى لبنان، في تواريخ مختلفة خلال الأسبوع الماضي، موضحاً أن العمليات تأتي في إطار مكافحة تهريب الأشخاص، والتسلل غير الشرعي عبر الحدود البرية.
وفي الفترة الممتدة بين 16 و28 أغسطس/أب الماضي، أحبط الجيش اللبناني محاولة تسلل نحو 1550 من السوريين إلى لبنان عبر الحدود البرية بين البلدين، وفيما إذا اتسمت تلك البيانات بالدقة، فهي تؤشر إلى أن بوادر مرحلة هجرة جديدة تشهدها سورية، بالتزامن مع تفاقم الوضع الاقتصادي السيء، سيما أن غالبية الهاربين عبر لبنان هم من الشباب، قرر بعضهم الاستقرار في الداخل اللبناني، فيما خطط بعضهم الآخر مغادرته عبر البحر، حسب قوى الأمن اللبناني.
ويجد المهاجرون سهولة بالعبور عبر الحدود الشمالية مع سورية، والتي يبلغ طولها من “العريضة” حتى “الهرمل” حوالي 110 كلم، بسبب تضاريسها سيما على امتداد النهر الجنوبي الكبير، على عكس الحدود الشرقية التي تتسم بتضاريس وعرة، فضلاً عن كثافة أبراج المراقبة التي وضعها الجيش اللبناني.
ويتعرض السوريون المهاجرون عبر لبنان، إلى عمليات خطف بهدف ابتزاز ذويهم وإجبارهم على دفع فدية مالية، فضلاً عن تعرضهم للضرب والتعذيب، والتي تؤدي في كثير من المرات إلى الموت، حسب قوى الأمن الداخلي اللبناني.
وتبدأ عملية استدراج السوريين عبر حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة تطبيق “تيك توك”، بحجة أن أصحابها قادرين على تزويدهم بتأشيرات دخول إلى دول الاتحاد الأوروبي، وما إن يحصل صاحب الحساب على ضحيته حتى يطلب منها التوجه إلى الحدود اللبنانية السورية لختم جوازات السفر، وفور وصولها منطقة البقاع يتم خطفها لطلب فدية مالية من ذويها مقابل تحريرها.
وتداولت مواقع لبنانية معلومات عن تواطئ القضاء اللبناني مع بعض المهربين ممن يقعون في قبضة قوى الأمن، كونهم موالون لجهات أو شخصيات سياسية لبنانية.
وبحسب المعلومات ترتبط شبكة مهربين في منطقة عكار بنائب من الشمال اللبناني، كان دائماً ما يهاجم الجيش ويتهمه بتواطؤه بعمليات تهريب البشر، خدمة لإحدى الخلفيات السياسية المتعلقة بانتخابات رئاسة الجمهورية.
ويقدر عدد السوريين المقيمين في لبنان بحوالي 2 مليون و80 ألف شخص، دعت الحكومة اللبنانية إلى وجوب عودتهم إلى بلادهم عودة كريمة وآمنة، بالتنسيق مع الحكومة السورية وجامعة الدول العربية وبما ينسجم مع القرارات الدولية.
وعليه طالب وزير المهجرين اللبناني “عصام شرف الدين” بإرسال وفد رسمي إلى سورية لحل ملف اللاجئين، محذراً من حركة نزوح خطيرة قد تصل إلى دخول أكثر من مليون نازح جديد إلى لبنان. فيما شدد على ضرورة فرض عقوبات على كل لبناني يقوم بإيواء نازح غير شرعي، فضلاً عن إيجاد حلول لضبط الحدود، وفك الشبكات التي تتاجر بالهجرة والتهريب.