واشنطن تتحرك دبلوماسيًا: وفد أميركي يزور دمشق لإعادة تأسيس وجود دائم

في خطوة تشير إلى تحول تدريجي في العلاقات الأميركية–السورية، أعلنت السفارة الأميركية في دمشق عن زيارة وفد أميركي رسمي إلى العاصمة السورية، تهدف إلى إعادة تأسيس وجود دبلوماسي دائم للولايات المتحدة في سوريا، بعد أكثر من عقد على تعليق النشاط الدبلوماسي الأميركي في البلاد.

وترأس الوفد رئيس منصة سوريا الإقليمية، نيكولاس غرانجر، وضم ممثلين عن وكالات أميركية مختلفة، حيث أجرى الوفد مناقشات وصفت بـ”الفنية” مع نظرائه السوريين، تناولت ملفات سياسية وأمنية واقتصادية وإنسانية.

ملفات شائكة على الطاولة

بحسب بيان السفارة الأميركية، فقد شملت المحادثات قضايا تتعلق بـ:

  • إصلاحات القطاع المالي والفرص الاقتصادية

  • ملف المواطنين الأميركيين المفقودين في سوريا

  • ضمان وصول المساعدات الإنسانية

  • توسيع التعاون الأمني

  • إعادة تأسيس وجود دبلوماسي دائم في دمشق

وأوضحت السفارة أن هذه الخطوة تندرج في إطار رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدعم “سوريا مستقرة وآمنة وموحدة”، مضيفة أن “الدبلوماسية تعني الوجود الميداني والعمل النشط لتعزيز المصالح الأميركية”، وأن واشنطن ترى أن المشاركة والحوار البنّاء مع الحكومة السورية يمثّلان مدخلاً ضرورياً لحل القضايا المشتركة.

دمشق: مناقشات متعددة الأطراف

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية السورية ترؤسها لجولات الحوار مع الوفد الأميركي، والتي شارك فيها ممثلون عن وزارات الداخلية والمالية والاتصالات، إضافة إلى البنك المركزي السوري وهيئات مختصة.

وذكرت الخارجية السورية أن المناقشات شملت مجموعة من الملفات “ذات الاهتمام المشترك”، شملت الجوانب السياسية والاقتصادية والإنسانية، دون الكشف عن تفاصيل إضافية، لكنها أشارت إلى أجواء “جدية ومسؤولة” سادت الاجتماعات، بحسب مصادر إعلامية رسمية.

مؤشرات تقارب دبلوماسي

وتأتي هذه الزيارة بعد خطوات سابقة أعادت إحياء القنوات الرسمية بين الجانبين، أبرزها:

  • رفع العلم الأميركي فوق مقر إقامة السفير الأميركي في دمشق في تموز الماضي، بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، وهي خطوة رمزية وصفتها واشنطن بأنها “بداية صفحة جديدة”.

  • رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية عن سوريا خلال الأشهر الأخيرة، وهو ما اعتبرته الخارجية الأميركية “فرصة لإعادة بناء العلاقة على أسس جديدة”.

  • لقاء رسمي جمع رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع والمبعوث الأميركي توم براك في قصر الشعب بدمشق، في أيار الماضي، لبحث آفاق التعاون السياسي والدبلوماسي بين البلدين.

دلالات المشهد

التحركات الأميركية في دمشق تفتح باب التساؤلات حول مستقبل العلاقة بين البلدين، وما إذا كانت زيارة الوفد مقدّمة لعودة سفارة واشنطن للعمل بكامل طاقتها، بعد انقطاع دام منذ العام 2012، في ظل واقع سياسي جديد تشهده سوريا بعد سقوط النظام السابق، وتشكيل حكومة انتقالية تحظى باعتراف دولي.

في المقابل، يرى مراقبون أن واشنطن تسعى عبر هذه التحركات إلى ضمان مصالحها في ملفات الأمن، والمساعدات، والتوازن الإقليمي، خاصة في ظل تقاطع المصالح مع كل من تركيا وروسيا وإيران داخل الجغرافيا السورية.

اقرأ أيضاً:بدعم من التحالف الدولي.. تشكيل عسكري جديد في السويداء ما هدف واشنطن؟

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.