“ممر داود” يعود للواجهة: تحالف جغرافي بين قسد ودروز السويداء يثير مخاوف تفكيك سوريا

أعاد منتدى الشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث أمريكي مقرب من إسرائيل، إحياء مشروع “ممر داود”، الذي يربط بين مناطق الإدارة الذاتية الكردية شمال شرق سوريا، والطائفة الدرزية في محافظة السويداء جنوبًا، في خطوة اعتبرها محللون تهديدًا لوحدة الأراضي السورية وفرصة لـ “إسرائيل لتوسيع نفوذها داخل البلاد.

إقرأ أيضاً: هل إسرائيل تستخدم حجة الأقليات كحصان طروادة ضد الحكومة السورية

تفاصيل مشروع “ممر داود”: ربط شمال سوريا بجنوبها عبر السويداء

بحسب تقرير نُشر على منصة Medium، فإن المشروع يقترح إنشاء ممر بري يمتد من مرتفعات الجولان المحتلة مرورًا بالسويداء، وصولاً إلى مناطق شمال وشرق سوريا، في محاولة لخلق تحالف بين الأقليات السورية ذات التوجه العلماني، ما يوفر لـ “إسرائيل” نفوذاً استراتيجياً داخل الأراضي السورية.

ووفقًا للباحث الكردي لقمان رادبي، فإن هذا المشروع قد يوفر حماية للأقليات من الفوضى، ويخدم استراتيجية “الشرق الأوسط الجديد” التي طرحها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة عام 2023.

تحذيرات من مخاطر التقسيم وفقدان السيادة

يرى مراقبون أن المشروع يمثل مقدمة لتقسيم سوريا وشرعنة التدخلات الإقليمية، إذ يهدد بعزل البلاد عن العراق والأردن ويفتح الباب أمام مشاريع انفصالية، كما قال العقيد السابق في الجيش السوري أحمد حمادة.

وكانت فكرة “ممر داود” قد طُرحت لأول مرة قبل أكثر من عقد من قبل وليد فارس، المستشار السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدعوى أن الأكراد والدروز أقرب إلى الغرب من باقي مكونات المجتمع السوري.

التوقيت يثير الريبة: اشتباكات السويداء وغارات إسرائيلية

يأتي طرح المشروع في وقت حساس، بعد اشتباكات عنيفة في السويداء بين فصائل درزية من جهة، وقوات الحكومة السورية الانتقالية وعشائر البدو من جهة أخرى، تزامنت مع غارات إسرائيلية على مواقع في دمشق والجنوب السوري.

كما طالب الشيخ حكمت الهجري، أحد الرموز الدينية الدرزية، بفتح ممر إنساني بين السويداء ومناطق قسد، وهي خطوة ردت عليها “قسد” بإرسال مساعدات إنسانية، في مؤشر على تنسيق ميداني محتمل.

إقرأ أيضاً: مجلة ذا كرادل: مجزرة طائفية بحق الدروز ارتكبها النظام السوري بتخطيط منسق من واشنطن وإسرائيل

إسرائيل تسعى لتطويق دمشق وتقليص النفوذ الإيراني

تعتبر إسرائيل مشروع الممر وسيلة استراتيجية لـ:

-توسيع نفوذها داخل الأراضي السورية.

-تحجيم دور إيران بعد تراجع وجودها في الجنوب.

-التحكم بخطوط الإمداد في الجنوب والشمال السوريين

-إقامة تحالف مع الأقليات ذات العلاقة الجيدة بالغرب.

ويُنظر إلى هذا المشروع كجزء من محاولات فرض تقسيم فعلي على سوريا بعد سقوط بشار الأسد وصعود أحمد الشرع، الذي لا تزال تل أبيب تشكك في نواياه رغم مواقفه المهادنة.

موقف تركيا والشرع من “ممر داود”

أعربت تركيا عن رفضها التام للمشروع، مؤكدة أنه تهديد مباشر لأمنها القومي، في حين يجد الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نفسه في موقف حرج بين الضغط الدولي لتضمين قسد في هيكل الدولة، ومطالبته بالحفاظ على وحدة البلاد.

ويزيد الوضع تعقيدًا نشر وسائل إعلام كردية صورًا لوثائق تخص قياديًا سابقًا في داعش، قالت إن حكومة الشرع منحته هوية رسمية، ما أثار تساؤلات حول مدى جدية الحكومة الجديدة في ضبط الأمن ومكافحة التطرف.

هل تنجح خطة “ممر داود” في تفكيك سوريا؟

يرى المحللون أن العودة لمشروع “ممر داود” يعكس نية دولية لتقسيم سوريا جغرافيًا، تحت ستار الدعم الإنساني والتحالف مع الأقليات، ما لم يتخذ النظام الانتقالي خطوات عملية وشاملة لضمان الوحدة الوطنية، وتقديم نموذج حكم يطمئن جميع المكونات.

وقال الباحث المتخصص في الشأن السوري مايكل يونغ: “إذا لم يتصرف الشرع بما يُطمئن الداخل والخارج، فإن التقسيم سيبقى احتمالًا واقعيًا، وستكون إسرائيل أكبر المستفيدين”.

 

إقرأ أيضاً: مجلة Forbes الأمريكية: من يرسم مستقبل سوريا؟ سباق النفوذ يحتدم بين 10 دول كبرى

إقرأ أيضاً: دبابات في الفراغ: هل يستمر التمدد “الإسرائيلي” بعد سقوط بشار الأسد؟

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.