الشعار من أنقرة: لا ندعو تركيا للعودة إلى سوريا بل لمواصلة الإنتاج المشترك
في خطوة لافتة على طريق تعزيز العلاقات الاقتصادية بين دمشق وأنقرة، أعلن وزير الاقتصاد السوري، محمد نضال الشعار، الثلاثاء 5 آب 2025، عن توقيع بروتوكول تأسيس مجلس التعاون الاقتصادي السوري–التركي، وذلك خلال زيارته الرسمية إلى العاصمة التركية، ولقائه بوزير التجارة التركي، عمر بولاط.
وفي تصريحات عقب التوقيع، شدد الشعار على أن العلاقة بين سوريا وتركيا تتجاوز الطابع السياسي أو الاقتصادي، واصفًا إياها بأنها “تجسيد لعمق الجغرافيا والتاريخ”، مشيرًا إلى أن تركيا كانت “وطنًا ثانيًا لملايين السوريين” خلال سنوات الثورة، ومؤكّدًا على أهمية البناء على هذا “الموقف النبيل” حسب تعبيره.
وأضاف الوزير السوري: “نحن لا ندعو تركيا للعودة إلى سوريا، بل لأن تكمل معنا طريق الإنتاج المشترك، والأسواق المتكاملة، والاستثمارات المتبادلة”.
وأكد أن الاستقرار الاقتصادي هو مدخل ضروري للاستقرار السياسي والاجتماعي، معربًا عن أمله في أن تسهم المرحلة الجديدة في إرساء نموذج لـ”الربح المتبادل”، يقوم على مشاريع ملموسة تفيد الطرفين وتدعم التنمية في المنطقة.
مجلس أعمال مشترك
وكانت وزارة الاقتصاد السورية قد أعلنت، الأحد الماضي، عن تشكيل مجلس الأعمال السوري–التركي، وتعيين حسام الدين محمد زكريا ططري رئيسًا له، وأحمد رواد بشار رمضان نائبًا للرئيس، في خطوة تهدف إلى تنسيق التعاون بين القطاعين الخاصين في البلدين، وفتح قنوات تواصل مباشر لدعم المشاريع الثنائية.
زيارات ومشاورات في أنقرة وإسطنبول
وبحسب ما نقلته وكالة “الأناضول”، فإن زيارة الشعار إلى أنقرة ستتبعها محطة ثانية في إسطنبول، حيث من المقرر أن يشارك في اجتماع طاولة مستديرة مع ممثلين عن كبرى القطاعات الاقتصادية التركية، لبحث فرص الاستثمار، وسبل إزالة العقبات الإدارية والجمركية.
تبادل تجاري متنامٍ
تجدر الإشارة إلى أن حجم التبادل التجاري بين سوريا وتركيا بلغ 2.6 مليار دولار خلال عام 2024، فيما نفذت شركات المقاولات التركية حتى الآن 26 مشروعًا داخل سوريا، بقيمة إجمالية تجاوزت 794 مليون دولار، وفق بيانات رسمية.
ويأمل الجانبان أن تؤسس المرحلة الجديدة لتوسيع هذا التعاون، وتطوير مشاريع في قطاعات الصناعة، والطاقة، والبنية التحتية، والزراعة، بما ينسجم مع أولويات التعافي الاقتصادي في سوريا.
اقرأ أيضاً:زيادة الرواتب بنسبة 200% في سوريا تُشعل الأسعار وتثير جدلاً حول آثارها المعيشية
اقرأ ايضاً: مديرية تموين دمشق تؤكد عدم وجود مبرر لارتفاع الأسعار في ظل استقرار الدولار