تتواصل معاناة سكان السويداء ورواد خط دمشق مع شركات النقل، بعد رفعها سعر التذكرة من خمسة آلاف ليرة سورية، إلى 10 آلاف ليرة سورية دون صدور أي قرار رسمي بالزيادة، ورغم طرح “داما بوست” للمشكلة قبل أيام، إلا أن المشكلة ما زالت قائمة، ولا قرارات رسمية صدرت حتى تاريخه، فيما تستمر الشركات بإيقاف رحلاتها بين المحافظتين، انطلاقا من كراج الانطلاق الجنوبي “السومرية” بدمشق، ما زاد من عناء المسافرين واضطرهم إلى الوجه نحو جرمانا لاستخدام وسائط نقل بديلة، وبأسعار مضاعفة عن المعتاد.
إشكالية التسعيرة بين الشركات والجهات الحكومية:
ويؤكد مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في السويداء “علاء مهنا” لـ “داما بوست” أنه “بالنسبة لشركات النقل ما زلنا نقوم بتنظيم الضبوط بحقهم وآخرها يوم الأربعاء الماضي، لتقاضي أجور زائدة دون سابق إنذار أو صدور قرار من اللجان المختصة بتعديل سعر تعرفة الركوب”.
وأكمل “مهنا”.. “قدّمت شركات النقل كتاباً رسمياً لمحافظة السويداء لتبيان ارتفاع تكاليف الصيانة وطلبوا إعادة تحديد التكلفة بشكل قانوني، وأن محافظ السويداء سيتابع الموضوع مع وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، ونظمت أيضاً وزارة الداخلية وشرطة المرور الضبوط التموينية بحق الشركات، وللأسف لغاية اليوم لا يوجد استجابة من قبلهم، وبنفس الوقت نحن حريصون على استمرار عمل هذه الشركات من كونها تخدم المحافظة وخصوصاً خلال فترة الامتحانات الجامعية”.
محافظة السويداء تؤكد.. المشكلة لن يتم حلها فوراً:
في حين أكد محافظ السويداء المهندس بسام بارسيك لـ “داما بوست” أنه ومع تداول خبر رفع شركات النقل أسعار الركوب بين المحافظتين، كلّفت على الفور مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالتدقيق في الموضوع، وتم تنظيم الضبوط اللازمة بحق الشركات المخالفة، وتقدمت الشركات بطلب رسمي لتعديل أسعار التعرفة بشكل قانوني، وبينّت أن كلف العمل بالنسبة لهم سواء كانت رواتب الموظفين أو الرسوم المفروضة عليهم أو قطع التبديل والصيانة ازدادت بشكل كبير”.
وأكمل “بارسيك”.. “قضية رفع الأسعار تمت في أكثر من محافظة، وليس فقط في السويداء، وأغلب الشركات تتقاضى أجوراً مختلفة عن الأجور المفروضة وفق القانون، وهذا يعود إلى عدة أسباب أعتقد كارتفاع كلف التبديل والصيانة والإطارات، والذي يهمنا نحن كمحافظة أولاً، عدم العمل بالتعليمات القانونية يقتضي الاستمرار بالمخالفة، وثانياً، تم إعداد مذكرة رسمية للسيد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك حول ما تقدم به أصحاب الشركات، وقانونياً يحق لهم طلب إعادة دراسة تكلفة النقل بين المحافظات وتعديل الأسعار، وهذا لا يعني أنه سيتم تعديلها فوراً، ويوجد لجنة مختصة في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تدرس الزيادة، وعليه يمكن معرفة فيما إذا كانت الشركات محقة أم لا”.
الرحلات مستمرة لكن بحدود وقيود:
وحول إيقاف الرحلات بين المحافظتين في كراج السومرية، أكد “عمار غانم” عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق لقطاع النقل والمواصلات لـ “داما بوست” أنه خلال الأسبوع الماضي، رفعت الشركات الثلاث أسعار التعرفة من 5 آلاف ليرة إلى 10 آلاف ليرة، وتم التعامل الفوري وتنظيم الضبوط التموينية بحق الشركات المخالفة بعد عدم التزامهم بالتعرفة المحددة، ونتيجة لذلك توجهت الشركات لكراج جرمانا، لفترة مؤقتة، والآن تنطلق الرحلات من كراج السومرية وفق المعتاد، ونحن مستعدون لاستقبال الشكاوى من المواطنين والتعامل الفوري معها، ويمكن تقديم الشكاوى لمدير الكراج، وفي حال عدم الاستجابة مكتبي مفتوح دائماً أمام المواطنين” حسب قوله.
وفي الخلاصة، لا تبدو أزمة النقل بين “السويداء ودمشق” متجهة نحو الحل القريب، فالمعطيات تؤكد تفاقم المشكلة وسط غياب الحلول السريعة، الأمر الذي ينعكس سلباً على حركة المواطنين لا سيما طلاب الجامعات والموظفين، ويعرقل قدرتهم على حجز التذاكر بالسرعة اللازمة ويزيد الازدحام على الحافلات المتوفرة. وتؤكد مصادر “داما بوست” أن الحركة على الخط مستمرة لكن ليست كما كانت من قبل، خصوصاً وأن التغييرات الأخيرة فرضت تخبطاً في تنظيم توقيت الرحلات، أو القدرة على تسيير رحلة واحدة كل ساعة خلال النهار من السومرية باتجاه السويداء، نظراً للأسباب آنفة الذكر وعدم قبول الشركات بتخفيض التسعيرة الجديدة.