حذرت سفارة المملكة العربية السعودية لدى الجمهورية اللبنانية في بيانٍ لها رعاياها المتواجدين ضمن لبنان الاقتراب من مناطق النزاعات، كما طالبتهم بسرعة المغادرة، وانضمت إليها “الكويت” صباح السبت، فيما تداولت مواقع لبنانية عن تحذيرات مشابهة أصدرتها سفارات دول غربية.
وبحسب وكالة “واس” فإن المملكة طالبت المواطنين السعوديين بعدم التواجد والاقتراب من المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة، وبسرعة مغادرة الأراضي اللبنانية، وأهمية التقيد بقرار منع سفر السعوديين إلى لبنان، متمنية الأمن والسلامة للجميع.
وجاء هذا القرار، على خلفية اشتباكات مسلحة مستمرة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، بين عناصر من حركة “فتح” الفلسطينية، ومناصرين للجماعات الإسلامية في المخيم، أهمهم فصيل “الشباب المسلم”.
واندلعت السبت الماضي اشتباكات بين عناصر من الحركة والفصيل الإسلامي، قتل وجرح خلالها العشرات، من بينهم القائد الأمني للحركة بصيدا أبو أشرف العرموشي، وتدخل وسطاء لفرض 3 هدن دون أي جدوى.
وفي سياق متصل، تشهد الحدود اللبنانية الفلسطينية تصعيداً مستمراً منذ أسابيع، على خلفية قيام الاحتلال بضم الجزء اللبناني من قرية الغجر المحتلة، ليرد عليه “حزب الله” بوضع خيمة ضمن مزارع شبعا المحتلة، ما أثار غضب الاحتلال دافعاً قياداته للتهديد بضربة عسكرية قوية.
ويوضح المحلل السياسي اللبناني حسن الدر لـ “داما بوست” أن قرار السفارة السعودية يرتبط باحتمالين، الأول اشتباكات عين الحلوة وما تثيره من قلق في حال تصاعدها، خصوصاً مع وجود 12 مخيم فلسطيني قابلين للاشتعال، إضافة لمخيمات اللاجئين السوريين التي من الممكن أن يتم استغلالهم أيضاً.
ويرى أن هناك احتمال ثاني لا يقل في أهميته عن اشتباكات المخيم، وهو التصعيد الصهيوني، فمن يتابع الوضع الداخلي للكيان وتعقيداته والأنباء الصادرة حول احتمالية هروب حكومة العدو من أزمتها نحو حرب أو ضربة محدودة مع لبنان”.
وبحسب “الدر” لا يمكن اقتطاع ما يجري في لبنان عن سياق الوضع بالمنطقة، مع عودة العرقلة في ملفات عدة كانت على طريق الهدوء والحلحلة، فملف اليمن توقف، عدا عن التصعيد الأميركي في شمال سورية، وإلى ما هنالك من تخبطات إقليمية.
واجتمع القادة السياسيون والأمنيون في كيان الاحتلال، الأحد الماضي، لتقييم الوضع على الجبهة الشمالية مع لبنان، وتحديداً ما سموه “استفزازات حزب الله”، ليصدر لاحقاً مكتب رئيس وزراء الكيان “بنيامين نتنياهو” بياناً حول التقييم الأمني في الشمال، أكد فيه موافقته على “التوصيات وأساليب العمل التي اقترحها الجيش”.
ونقل إعلام العدو بحسب مصادره أن “الجيش قدم سلسلة خيارات لنتنياهو فيما يخص الجبهة الشمالية مبنية على أساس أنه لا يريد أن يذهب نحو تصعيد عسكري، لكنهم قدموا سيناريوهات للرد على خيمة حزب الله واستفزازاته على الحدود”.