لقاء مرتقب بين باراك وعبدي: بحث مستقبل اتفاق دمشق و”قسد”
يستعد السفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، لعقد لقاء مرتقب مع قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي. تأتي هذه المشاورات الثنائية لبحث مستقبل الاتفاق الموقع بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية، بالإضافة إلى التنسيق المستمر في ملف مكافحة الإرهاب، خاصة مواجهة خطر تنظيم “داعش” في سوريا والعراق.
مراجعة اتفاق دمشق و”قسد” وتوقعات بتعديلات
وفقًا لمصدر مقرب من “قسد” لقناة “العربية”، يهدف اللقاء إلى مراجعة آليات تنفيذ الاتفاق المبرم في 10 مارس 2025 بين عبدي والرئيس أحمد الشرع. نص الاتفاق على دمج مؤسسات الإدارة الذاتية المدنية والعسكرية ضمن هيكل الدولة السورية، بما في ذلك المعابر الحدودية والمطارات وحقول الطاقة، مقابل ضمانات دستورية للمكون الكردي ورفض أي مشاريع انفصالية.
يُتوقع، بحسب المصدر، أن يقترح باراك إدخال تعديلات على الاتفاق السابق أو الدفع نحو صياغة اتفاق جديد بدعم فرنسي، بما يتلاءم مع المستجدات السياسية والأمنية في شمال شرقي سوريا.
استمرار التعاون العسكري ومخاوف من “داعش”
من المنتظر أن يبحث اللقاء أيضًا استمرار التعاون العسكري بين التحالف الدولي و”قسد”، خاصة في ظل تصاعد نشاط تنظيم “داعش” في عدد من المناطق. أثار هذا التصاعد مخاوف واشنطن من احتمالات انهيار أمني وشيك، وفقًا لما نقله المصدر عن اتصال هاتفي سابق بين باراك وعبدي.
كما سيتطرق اللقاء إلى العلاقة الشائكة مع تركيا، التي تعتبر “قسد” امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، وتعارض أي شراكة رسمية معها داخل سوريا.
أربيل تستضيف اللقاء المرتقب وزيارة لقواعد التحالف
رغم عدم تأكيد مكان انعقاد الاجتماع حتى الآن، رجّحت المصادر أن يُعقد اللقاء خلال أيام في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، في ظل سوابق جمعت مظلوم عبدي بمسؤولين دوليين بارزين في المدينة، من بينهم وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو.
رجّحت مصادر أن يقوم باراك بزيارة ميدانية إلى قواعد التحالف الدولي المنتشرة في مناطق الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، والتي تدار بالتعاون مع “قسد”، ما يعكس استمرار الدعم الأمريكي العسكري والاستخباراتي لتلك القوات.
وتأتي زيارة باراك في وقت تسعى فيه واشنطن وباريس إلى ضمان استقرار مناطق شمال شرقي سوريا، ومنع أي فراغ أمني أو فوضى قد يستغلها تنظيم “داعش”، أو تؤدي إلى تصعيد بين “قسد” وتركيا. تُعدّ فرنسا من أبرز الداعمين للاتفاق بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية، وتسعى إلى رعايته وضمان استمراره ضمن أطر قانونية ومؤسساتية واضحة.
إقرأ ايضاً:باراك: الشرع لا يكره “إسرائيل”.. و”إسرائيل” منفتحة على اتفاق سلام موحد مع سوريا ولبنان