داما بوست | أوكرانيا
يتبادل الطرفان الروسي والأوكراني الاتهامات بما يتعلق باستهداف محطة زابوروجيه النووية، إذ اتهم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، روسيا بوضع متفجرات في منشآت المحطة الذرية.
وقال “زيلينسكي” في كلمة مصورة، نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي: “الآن لدينا معلومات من استخباراتنا حول أن العسكريين الروس وضعوا على أسطح وحدات الطاقة لمحطة زابوروجيه الذرية، أجساماً تشبه متفجرات، ذلك ربما لمحاكاة توجيه الضربة إلى المحطة، أو ربما لديهم سيناريو آخر”.
وكانت روسيا قد حذرت في وقت سابق من أن أوكرانيا تخطط لتنفيذ استفزازات وضرب محطة زابوروجيه الذرية، وتحدّث مستشار مدير عام شركة “روس إينيرغو آتوم” الروسية رينات كارتشا حول أن القوات المسلحة الأوكرانية تخطط لضرب محطة زابوروجيه باستخدام أسلحة عالية الدقة وطائرات مسيّرة “انتحارية” ليلة 5 يوليو/تموز 2023.
وبدورها دعت الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE) روسيا إلى دعم مبادرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإقامة منطقة آمنة حول محطة زابوروجيه الذرية.
على حين يتواصل منذ بدء العملية العسكرية الروسية استهداف المحطة الواقعة جنوبي أوكرانيا، والقوات الأوكرانية تتهم روسيا وموسكو ترد بأنها استفزازات من كييف.
ويرى محللون حرب الاتهامات المتبادلة يجب أن ينظر العالم إليها بدقة أكثر، إذ إن أبعاد وأهداف تفجير المحطة لن يعود بالنفع على دولة قد تتضرر بالكامل وتخسر قوتها السياسية والعسكرية والاقتصادية وهي في أوج التطور والتقدم نحو تغيير النظام العالمي بأكمله، على حد قولف محللين، إذ إن الاتهام الأوكراني لروسيا غير مبرر، بينما من الممكن أن يتعمد النظام في أوكرانيا إحداث مثل هذه التفجيرات لتتاح له إمكانية تلقي المساعدة والعون بالدعم الكامل لبلاده لمحاربة روسيا بتموضع جديد أكثر قوة وأهمية وبدعم وإسناد دولي حسب رأي المحللين.
جدير بالذكر أنّ حدوث أي تسرب إشعاعي بسبب الاستهدافات المتكررة، وإن لحق بالمحطة أي ضرر يؤدي للتسرب، فلن تكون العواقب حميدة إطلاقاً بحسب وصف الخبراء.
ووفق خبر نشره موقع “روسيا اليوم” الإخباري، أن موقع السجل العسكري للأحداث ذكر أنه في حالة وقوع ضربات من قبل القوات المسلحة الأوكرانية على محطة زابوروجيه الكهروذرية فلن يكون هناك انفجار مماثل لكارثة تشيرنوبل، وبحسب الموقع، فإن مفاعلات المحطة متوقفة حاليا. وأضاف الموقع أنه إذا كانت القوات الأوكرانية تعتزم ضرب شبكات الإمداد بالطاقة، فعندئذ في حالة انقطاع التيار الكهربائي، هناك مولدات طاقة بديلة قوية.
ومحطة زابوروجيا هي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وواحدة من أكبر 10 محطات في العالم، تبعد ما يقارب الـ200 كيلو متر عن شبه جزيرة القرم، ووفق تقارير سابقة فإن وقوع أي تسرب إشعاعي من المحطة لأي سبب كان، ستنتشر الإشعاعات سيما عالية الخطورة لمسافات طويلة قد تصل إلى ما يقارب الـ1000 كيلومتر، مخلفة أضراراً جسيمة في العنصر البشري والجغرافي على حد سواء، وقد تصبح المناطق المتأثرة غير صالحة للسكن إطلاقا لعقود من الزمن، وما سيتبع ذلك من تغيرات في الجينات والتشوهات التي قد تصيب أجيالاً لسنوات بعيدة.
ويتوقع علماء أن أي خطأ يصيب المحطة ويحدث ضرراً فيها فقد يشهد العالم مفعولاً يفوق بكثير ما شهده في كارثة محطة تشيرنوبل التي تعد الأسوأ في التاريخ.