عيد بلا كسوة .. الأسعار تلغي الملابس من طقوس عيد الأضحى
مع اقتراب عيد الأضحى، تغيب مظاهر التسوق عن أسواق الألبسة في سوريا، بعدما خرجت “كسوة العيد” من قائمة أولويات كثير من الأسر، بفعل غلاء الأسعار وتراجع الحوالات التي كانت تشكّل طوق نجاة للمحتاجين في مواسم الأعياد.
ورغم ما شهدته الأسواق من انخفاض نسبي بالأسعارمنذ عدة أشهر، فإن هذا التراجع لم يكن كافياً ليعيد الأمل للطبقات محدودة الدخل.
فكلفة ملابس لطفل واحد تتجاوز 600 ألف ليرة من الأصناف الشعبية، وتكسر حاجز المليون ليرة إن كانت من الأنواع الجيدة، ما يجعل شراءها عبئاً ثقيلاً على كاهل العائلات.
يتحدث رب أسرة عن معاناة تأمين كسوة لأطفاله الثلاثة لصحيفة الحرية السورية، قائلاً إن المبلغ المطلوب يتجاوز مليوني ليرة، وهو ما دفعه إلى محاولة إقناعهم بالاكتفاء بملابس العيد الماضي.
فيما أكد آخر أنه قد يضطر لشراء قطعة واحدة فقط لكل طفل، للتمويه وتمرير المناسبة بأقل التكاليف الممكنة.
ويعزو كثيرون عزوفهم عن الشراء إلى تراجع الحوالات التي كانت تصل من أقاربهم خارج البلاد، خاصة بعد أن كانت سخية خلال رمضان وعيد الفطر، ومكّنت الكثيرين حينها من تلبية احتياجات العيد.
ويشير الأهالي إلى أن العُرف الشعبي يعتبر عيد الأضحى “عيد الأضحية”، حيث تقل مظاهر الزينة وشراء الحلويات والملابس مقارنة بعيد الفطر، غير أن الأطفال لا يدركون هذه الفوارق، فهم يعتبرون العيد مرادفاً للفرح واللباس الجديد.
من جانبه، دعا أمين سر غرفة تجارة وصناعة درعا، فراس بجبوج، التجار إلى مراعاة الظروف المعيشية للمواطنين والاكتفاء بهوامش ربح محدودة لتحريك الأسواق، رغم ما يتحملونه من تكاليف كبرى كالإيجارات وأجور العمالة.
وأشار بجبوج إلى أن انتشار البسطات العشوائية فاقم من أزمة المحال النظامية، مطالباً بتنظيمها بما يضمن التوازن في السوق. ونصح الأهالي بالبحث عن البدائل الأرخص، لافتاً إلى أن المنافسة بين المحال التجارية الجديدة بدأت تُحدث فارقاً في الأسعار والعروض بعد سقوط النظام.
وفي سياق متصل شهدت أسعار الحلويات في الأسواق السورية ارتفاعاً متواصلاً مع اقتراب عيد الأضحى، في ظل مجموعة من العوامل المؤثرة التي أوضحتها جمعية الحرفيين في دمشق، أبرزها نقص اليد العاملة وارتفاع أجورها.
اقرأ أيضاً: ارتفاع أسعار الأضاحي في طرطوس .. والإقبال خجول قبل العيد