عقود جديدة ومشاريع توسعية تعيد تحريك قطاع الكهرباء في سوريا
تواصل وزارة الطاقة السورية تنفيذ سلسلة من مشاريع التأهيل والتوسعة في قطاع الكهرباء، شملت توقيع عقود جديدة وإطلاق مشاريع استراتيجية في عدة محافظات، في إطار خطة حكومية تهدف إلى رفع قدرات التوليد وتحسين موثوقية الشبكة خلال الفترة المقبلة.
تأهيل مجموعتين بخاريتين في محطة “تشرين”
وقّعت المؤسسة العامة لتوليد الكهرباء عقدًا مع شركة “سوبر جينيوس” لإعادة تأهيل المجموعتين البخاريتين الأولى والثانية في محطة “تشرين” الحرارية بريف دمشق.
وأشار المدير العام للمؤسسة، محمد فضيلة، إلى أن أعمال التأهيل ستُنجز خلال مدة لا تتجاوز 14 شهرًا، موضحًا أن المجموعتين تعملان على الوقود المزدوج (الغاز أو الفيول)، وبقدرة إنتاجية إجمالية تقدر بنحو 400 ميغاواط، ما يمثل دعمًا مهمًا لقدرة التوليد الوطنية.
وأكد فضيلة أن المشروع يأتي ضمن خطة شاملة لإعادة تأهيل محطات التوليد ورفع كفاءة المنظومة الكهربائية، عبر تعاون مشترك مع شركات محلية وخارجية، بهدف تعزيز استقرار التغذية الكهربائية في مختلف المحافظات.
إطلاق مشروع محطة “التيم” في دير الزور
وفي 2 من كانون الأول الحالي، أعلنت وزارة الطاقة وضع حجر الأساس لمحطة “التيم” الحرارية في دير الزور، بقدرة 1000 ميغاواط. ويأتي هذا المشروع ضمن اتفاقية أُبرمت مع شركة “UCC Holding” لإنشاء أربع محطات توليد باستطاعة إجمالية تصل إلى 5000 ميغاواط على امتداد الجغرافيا السورية.
وتتضمن الخطة إنشاء محطات في دير الزور (1000 ميغاواط)، وشمال حلب (1200 ميغاواط)، ومحطة زيزون (1000 ميغاواط)، ومحطة محردة (800 ميغاواط)، إلى جانب مشاريع طاقة شمسية بقدرة 1000 ميغاواط.
وقال مدير الاتصال الحكومي في وزارة الطاقة إن محطة دير الزور تمثل أضخم مشروع يُطلق منذ “تحرير سوريا”، مضيفًا أن الوزارة تعمل بالتوازي على تحضير افتتاح محطات أخرى في عدد من المحافظات.
من جانبه، اعتبر المدير العام لـ “UCC Holding”، مروان الديماس، أن المشروع يمثل نقطة تحول استراتيجية للمنطقة، كونه يلبي احتياجات المواطنين والقطاعات الصناعية والزراعية، مؤكدًا أن المحطة ستوفر فرص عمل لعشرات الآلاف من السوريين.
عودة المجموعة الرابعة في محطة “بانياس” إلى الخدمة
وفي سياق متصل، أعلنت الشركة العامة لتوليد الكهرباء في بانياس في 13 من تشرين الثاني الماضي انتهاء أعمال إعادة تأهيل وتشغيل المجموعة البخارية الرابعة وربطها بالشبكة الكهربائية.
وقال المدير العام للشركة، عدنان الحمود، إن أعمال الصيانة نُفذت بالكامل عبر كوادر محلية من القطاعين العام والخاص، مع تأمين الغاز اللازم لتشغيل المجموعة من وزارة الطاقة.
وأسهمت أعمال التأهيل برفع استطاعة المجموعة إلى نحو 150 ميغاواط بعد أن كانت لا تتجاوز 40–45 ميغاواط بشكل غير مستقر. وباتت محطة بانياس قادرة اليوم على تشغيل أربع مجموعات بطاقة إجمالية تصل إلى 500 ميغاواط.
وتضمنت أعمال الصيانة استبدال الموفر وبواري الجدران المائية وأرضية المرجل، إضافة إلى مجاري الغازات وتبطين المدخنة، إلى جانب إجراء صيانة شاملة للأقسام المساعدة، وفق ما ذكره رئيس دائرة الصيانة الميكانيكية، عدي محمد.
20% من محطات الكهرباء خضعت للتأهيل
ووفق بيانات وزارة الطاقة، فإن نحو 20% من المحطات الكهربائية في سوريا خضعت لصيانة شاملة خلال الفترة الماضية، بالتوازي مع إطلاق مشاريع جديدة لتعزيز الشبكة.
ويبلغ عدد محطات التحويل في البلاد 75 محطة، من بينها 64 محطة عاملة وثماني محطات ما تزال خارج الخدمة، وثلاث محطات في مرحلة إعادة تأهيل.
وتضم هذه المحطات 195 محولًا كهربائيًا، يعمل منها حاليًا 165 محولًا، بحسب أرقام رسمية صدرت في 20 من تشرين الأول الماضي.
مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء، خالد أبو دي، قال إن وضع الشبكة يشهد تحسنًا ملحوظًا مقارنة بالسنوات الماضية، بفضل أعمال الصيانة المستمرة وإعادة التأهيل، لافتًا إلى تنفيذ مشاريع نوعية، أبرزها إعادة تأهيل محطة تحويل حلب “F” بجهد 400 كيلوفولت، إضافة إلى تأهيل محطتين بجهد 230 كيلوفولت، وقرابة 15 محطة تحويل من الصفر.
وتتضمن أعمال التأهيل تركيب قواطع ومفاتيح جديدة، وتجهيز محولات التيار المستمر، واستبدال الكوابل والبطاريات، وإصلاح أنظمة التبريد والعزل والتأريض، إلى جانب إدخال محطات نقالة حديثة للخدمة.
وأشار أبو دي إلى أن الوزارة ركزت مؤخرًا على تأمين قطع الغيار الضرورية لضمان استكمال عمليات الصيانة وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من قدرات التوليد المتاحة خلال الفترة المقبلة.
اقرأ أيضاً:سورية والسعودية تتفقان على إنشاء محطتي كهرباء بالطاقة المتجددة