توتر اجتماعي وتصريحات دينية وسياسية في سوريا عقب احتجاجات للعلويين

داما بوست -خاص

أكّدت الهيئة العلمائية الإسلامية لأتباع مذهب أهل البيت في سوريا في بيان صدر يوم الخميس 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، تمسّكها بـ وحدة سوريا وسيادة الدولة وضرورة الحفاظ على السلم الأهلي بين مكوّنات المجتمع السوري.
وجاء في البيان أن الهيئة “تلتزم بوحدة سوريا شعباً وأرضاً ضمن حدودها الدولية”، مشدّدة على ضرورة بسط سلطة الدولة على كامل أراضي الجمهورية العربية السورية، وأن مسؤولية حماية أرواح السوريين وأموالهم واستقرارهم تقع أولاً على مؤسسات الدولة وأجهزتها.

خلفيات البيان: احتجاجات وتوترات اجتماعية:

جاء بيان الهيئة بعد يومين من مظاهرات نفّذها أبناء الطائفة العلوية في الساحل السوري، وسهل الغاب بريف حماة، وبعض أحياء مدينة حمص، احتجاجاً على الانتهاكات التي تطال أبناء الطائفة، وليعلنوا دعمهم لرئيس المجلس الإسلامي العلوي في سوريا والمهجر الشيخ غزال غزال، إلى جانب مطالبتهم بـ اللامركزية.

وتزامنت الاحتجاجات مع توتر شديد في مدينة حمص، إثر هجوم مجموعات من عشيرة بني خالد على بعض الأحياء العلوية، وتحطيم محالّ تجارية وسيارات تعود لأبناء الطائفة، عقب حادثة قتل في قرية زيدل راحت ضحيتها رجل وزوجته من أبناء العشيرة. وتبيّن لاحقاً أن القاتل من أقرباء الضحيتين وليس من أبناء الطائفة العلوية.

مصادر: بيانات صدرت تحت الضغط:

مصادر موثوقة تحدّثت لشبكة “داما بوست” أكدت أن بيان الهيئة العلمائية للطائفة الشيعية في سوريا، وكذلك البيان الصادر عن أهالي نبل والزهراء الرافضَين للامركزية، جاءا – بحسب المصادر – نتيجة ضغوط مباشرة من جهات مقربة من الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع.

ووفق هذه المصادر، تم استدعاء عدد من وجهاء الطائفة الشيعية من قبل جهات أمنية تابعة للحكومة الانتقالية، والضغط عليهم لإصدار بيانات ترفض اللامركزية، وهو أسلوب قالت المصادر إنه تكرر عدة مرات منذ تولّي السلطة الحالية إدارة البلاد، وشمل حتى شخصيات من النظام السابق لإجبارهم على تبنّي مواقف محددة.

استياء ومناوشات على وسائل التواصل:

أثار بيان الطائفة الشيعية استياءً في أوساط بعض أبناء الطائفة العلوية، ما أدّى إلى سجالات بين بعض الأفراد من الطائفتين عبر وسائل التواصل الاجتماعي. إلا أنّ وجهاء من الطائفتين سارعوا إلى احتواء الخلاف وتهدئة الأجواء.

موقف داخل الطائفة العلوية:

شخصيات مطلعة من الطائفة العلوية أكدت لـ“داما بوست” أن البيان الصادر عن الطائفة الشيعية خدم – من حيث لا يقصد – موقف أبناء الطائفة العلوية، لأنه أظهر لكثير من الدول الغربية والعربية أن التحركات الاحتجاجية الأخيرة للعلويين لا تقف خلفها إيران، بل إن العلويين “سئموا من تصرفات السلطة الانتقالية والانتهاكات المتكررة بحقهم”.

مشهد مفتوح على احتمالات متعددة:

تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه المشهد السوري حالة من التململ الشعبي في عدة مناطق، وسط انقسام في المواقف حول مستقبل السلطة واللامركزية، وارتفاع مستوى الاحتقان بين مكوّنات اجتماعية مختلفة.
ورغم محاولات التهدئة، يشير مراقبون إلى أن الأوضاع مرشحة لمزيد من التعقيد ما لم تتخذ السلطات خطوات عملية لخفض التوتر ومنع الانفلات الأمني.

إقرأ أيضاً: المرصد السوري: ملاحقات أمنية بعد مظاهرات العلويين في اللاذقية

إقرأ أيضاً: الشيخ غزال غزال يهدد: أي اعتداء على العلويين سنقابله بـ طوفان وبصدور عارية

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.