الخطر القادم من الماضي: الحصبة تتفشى.. كل ما تحتاج معرفته عن عودة المرض ومضاعفاته
تعود الحصبة للواجهة بتزايد مقلق في الإصابات لعام 2025، رغم أنها كانت في طريقها للانحسار، لتصبح المفارقة الصحية الأبرز. فبينما تراجعت الوفيات عالميًا بنسبة 88% منذ عام 2000، تشهد حالات الإصابة ارتفاعًا سريعًا. هذا التناقض يثير قلق منظمة الصحة العالمية ويشير إلى وجود ثغرات في دفاعاتنا.
عودة الفيروس: ما الذي سمح بانتشار الحصبة مجددًا؟
العامل الأبرز في عودة تفشي الحصبة هو تعطل برامج التطعيم الروتينية أثناء جائحة كورونا. هذا التوقف ترك ملايين الأطفال في سنواتهم الأولى بلا أي جرعة لقاح، ما أدى إلى تسجيل أكثر من 11 مليون إصابة بالحصبة في عام 2024، بزيادة تقارب 800 ألف حالة عما كان عليه الوضع قبل الجائحة.
ورغم أن الوفيات ظلت عند أدنى مستوياتها (95 ألف حالة في 2024)، فإن سرعة انتشار الفيروس ازدادت بسبب:
فجوة التطعيم:
يحصل 84% فقط من الأطفال على الجرعة الأولى، وتنخفض النسبة إلى 76% للجرعة الثانية الضرورية للحماية الكافية. هذا يعني وجود أكثر من 30 مليون طفل بلا مناعة ضد الحصبة.
انخفاض الثقة باللقاحات:
تزايد انتشار المعلومات المضللة أدى إلى تراجع الثقة في المطعوم.
عودة السفر الدولي: سهولة انتقال الفيروس بين الدول.
بالأرقام: انتشار متسارع يهدد الأقاليم
يظهر تقرير منظمة الصحة العالمية أن وتيرة انتشار الحصبة تختلف بشكل كبير حول العالم، حيث سجلت بعض الأقاليم قفزات غير مسبوقة في معدلات الإصابة لعام 2024 مقارنة بعام 2019:
الشرق الأوسط: سجل أعلى قفزة عالميًا بزيادة بلغت 86%.
أوروبا:
زيادة بنسبة 47% رغم أنظمة الصحة المتقدمة.
جنوب شرق آسيا: زيادة مستمرة بنسبة 42%.
أفريقيا:
انخفاض لافت بنسبة 40% في معدلات الإصابة والوفيات بفضل حملات التطعيم والتوعية الأخيرة.
الخطر الكامن: لماذا الحصبة لا تزال قاتلة؟
الحصبة ليست مجرد طفح جلدي وحمى، بل هي من أخطر الأمراض المعدية التي لا يجب تجاهل مضاعفاتها. يمكن أن تؤدي الإصابة إلى مضاعفات خطيرة، مثل:
الالتهاب الرئوي.
التهاب الدماغ (التهاب السحايا).
العمى ونوبات الصرع وفشل الجهاز التنفسي.
الأخطر هو قدرة الفيروس على “محو ذاكرة الجهاز المناعي”، ما يعرض الطفل للإصابة بأمراض خطيرة أخرى حتى بعد التعافي لسنوات.
الهدف المنشود: عالم خالٍ من الحصبة؟
رغم التحديات، لا يزال القضاء النهائي على الحصبة هدفًا قابلاً للتحقيق. حتى نهاية عام 2024، نجحت 81 دولة في التخلص من المرض. وفي إنجاز كبير لعام 2025، انضمت جمهورية الرأس الأخضر (كابو فيردي) لتصبح أول دولة إفريقية تحقق هذا الإنجاز، ليرتفع العدد الإجمالي للدول الخالية من الحصبة إلى 96 دولة.
ومع ذلك، يظل التحدي الأكبر هو الوصول إلى مناعة المجتمع، التي تتطلب أن يحصل 95% من السكان على التطعيم لمنع انتشار الفيروس.
رسالة الطبيب: سلاحنا الأقوى
إن مطعوم الحصبة هو سلاحنا الأقوى والأكثر فاعلية للقضاء على هذا المرض نهائيًا. مناعة المجتمع تبدأ بالحماية الفردية. لذا، راجع سجل مطاعيم طفلك وتأكد من حصوله على الجرعتين اللازمتين. يجب أيضًا تعليم الأطفال أساسيات النظافة والوقاية، وعدم التردد في استشارة الطبيب عند ظهور أي أعراض مقلقة.
إقرأ أيضاً : ماء الأرز: سر الجمال الآسيوي القديم لبشرة مشرقة وشعر قوي
إقرأ أيضاً : طبيب الروبوت في غرفة الفحص: هل الذكاء الاصطناعي آمن حقاً على صحتنا؟
حساباتنا: فيسبوك تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام