داما بوست -عمار إبراهيم| عرقلت “البطاقة الذكية” عمل سيارات الإطفاء أثناء تأدية واجبها في إخماد موجة الحرائق التي اندلعت في عدد من المحافظات.
وقامت أفواج الإطفاء في مختلف المحافظات السورية بدور أساسي في إخماد حرائق اللاذقية التي أتت على مساحات واسعة من الغابات الحراجية والاراضي الزراعية خلال الايام القليلة الماضية.
وتعاون رجال الإطفاء في اللاذقية وباقي المحافظات بالتعاون مع رجال الجيش السوري كخلية نحل رغم الصعوبات الكبيرة من وعورة التضاريس وسرعة الرياح وغيرها.
المشكلة الإضافية التي ظهرت خلال الأيام الصعبة تلك، مشكلات لاعلاقة للظروف الطبيعية بها، بل بالبطاقة “الذكية” التي عرقلت عمل سيارات الإطفاء أثناء إخماد الحرائق المشتعلة في حمص واللاذقية وطرطوس وحماة.
وتحدث قائد إطفاء حمص الرائد إياد محمد عن تأثير قلة مخصصات المازوت لسيارات الفوج، مناشداً الحكومة والجهات المعنية زيادة مخصصاتها من المحروقات.
اقرأ أيضاً: اجتماع لتحديد إجراءات ومعايير حصر الأضرار الناجمة عن الحرائق بريف اللاذقية
وتتلخص المشكلة بتخصيص كمية محددة من المحروقات للشهر الواحد، أو يتم تحديد العمل بساعات لا تزيد عن 80 ساعة في الشهر.
وأشار قائد فوج إطفاء حمص الرائد محمد خلال حديثه لشبكة “داما بوست” إلى أن انتهاء مخصصات السيارة في منتصف كل شهر نظراً لحجم العمل الذي تقوم به، وهو ما قد يخرجها من الخدمة لباقي أيام الشهر.
وقال محمد إن “فرق الإطفاء في سوريا تعاني من نقص المحروقات، إما من ناحية انتهاء ساعات العمل المخصصة لعربات الإطفاء أو نفاذ مخصصات الوقود، وتوقف بعض العربات بسبب عدم فتح بطاقة السيارة وانتهاء مخصصاتها، وهو ما يحتم عليها الانتظار إلى بعد بداية الشهر الجديد كي تفتح مخصصاتها”.
مضيفاً أنه “بوجود كميات الوقود القليلة تلك وساعات العمل المخصصة فإنها لا تكفي لنصف الشهر، ويتوجب علينا حينها رفع الكتب والمراسلات ليتم إضافة ساعات عمل، ومن الممكن أن تأتي مع الموافقة أو مع غير الموافقة”.
وتساءل قائد الفوج “هل من المعقول تخصيص عربة إطفاء بـ 80 ساعة عمل في الشهر وهي تنتهي في ثلاثة أيام بأزمة حرائق مثل هذه الحرائق، ما يضطرنا لإيقاف العربة وإخراجها عن الخدمة حتى تأتي موافقة بزيادة ساعات عملها أو ننتظر لبداية شهر جديد”.
ولفت الرائد إياد محمد إلى أن “تلك العقبات من أبرز الصعوبات التي تواجهنا، حيث تضطر بعض السيارات أحياناً للخروج عن الخدمة مؤقتاً، وعدم مشاركتها في إخماد الحرائق وذلك بسبب إغلاق البطاقة الذكية إلا في حال تزودت من مصدر آخر، وتخصيص سيارة الإطفاء بساعات عمل محددة شهرياً أمر غير معقول”.
وناشد المعنيين بالحكومة لزيادة مخصصات سيارات الإطفاء، وأن يتمّ إنشاء وحدة ملء خاصة بكل مركز إطفاء يتم التزود من خلالها بشكلٍ فوري ومن خلالها يتم تحديد ساعات العمل الإضافية حسب كمية الوقود المستهلكة من تلك الوحدات.
اقرأ أيضاً: ما حجم الأضرار الذي خلفته الحرائق في بعض المحافظات؟.. وزارة الزراعة توضح لداما بوست
وأضاف الرائد محمد أن رجال الإطفاء يحصلون على وجبات طعام عبارة عن معلبات وخبز ومياه يتم تقديمها من منظمة الهلال الأحمر، وفي بعض الأحيان يتم تزويدنا بوجبات طعام مدعومة من قبل المجتمع المحلي كما حصل في مرمريتا مؤخراً، مستغرباً أن “عناصر الإطفاء لا يحصلون على مكافآت إضافية على الراتب وهي مشمولة ضمن نظام طبيعة العمل فقط”.
وشهدت محافظة حمص خلال الشهر الماضي عدة حرائق أتت على مساحات واسعة من الاراضي الزراعية والحراجية، وبشكل خاص في منطقة وادي النصارى بريف حمص الغربي.