وسط غياب الرقابة على أسعار الخضار والفواكه في حمص.. كيلو البطاطا يصل 12 ألف ليرة
في بعض أسواق مدينة حمص، تبين وصول سعر كيلو البطاطا إلى 12 ألف ليرة، وهو ما يعد رقماً قياسياً مقارنة براتب الموظفين
عمار ابراهيم- داما بوست| كانت أسعار البطاطا سابقاً تناسب جميع شرائح المجتمع السوري، وبشكل خاص ذوي الدخل المحدود الذين كانوا يشكلون النسبة الكبرى من السوريين، حتى أطلق عليها “أكلة الفقير”.
لكن تكلفة شراء هذه المادة الاساسية باتت ترهق كاهل المواطنين مع تحليق أسعارها رفقة باقي المواد الغذائية الموجودة في السوق، من الخضار والفواكه والمعلبات والزيوت وغيرها.
وفي جولة لشبكة “داما بوست” على بعض أسواق مدينة حمص، تبين وصول سعر كيلو البطاطا إلى 12 ألف ليرة، وهو ما يعد رقماً قياسياً مقارنة براتب الموظفين أو الدخل اليومي للعامل على حد سواء.
وبين مصدر في سوق الهال لشبكة “داما بوست” أصناف وأسعار البطاطا الموجودة في السوق، إذ يبلغ سعر “المالحة” من النوع الأول (قلع جديد) 11ألف ليرة، والنوع الثاني 10000 ليرة، بينما بلغ سعر البطاطا المخزنة أو ما تعرف بالبراد إلى 9000 ليرة للنوع الأول و8000 للنوع الثاني.
وتحدث المصدر عن أسباب ارتفاع أسعار البطاطا، والتي ردها إلى معادلة العرض والطلب الحاكمة للسوق، خصوصاً وأننا في نهاية الموسم الصيفي، بالإضافة إلى أسباب أخرى مثل ارتفاع أجور اليد العاملة، وتكلفة النقل”.
اقرأ أيضاً: أسواق محافظة درعا تشهد ارتفاعاً غير متوقع بأسعار البطاطا والثوم
من جهته، بين مدير زراعة حمص المهندس عبد الهادي درويش أن المساحات المخططة لزراعة البطاطا الخريفية بلغت نحو 1500 هكتار والمنفذة بلغت 1153 هكتار، توزعت على 440 هكتار في المركز الشرقي نفذ منها 167 هكتار و 100 هكتار في المركز الغربي نفذ منها 90 هكتار، موضحاً ان كمية الإنتاج الإجمالي في المحافظة بلغت 20168 طن.
وقال أحد مزارعي البطاطا إن “أسباب ارتفاع أسعار البطاطا متعددة، حيث يعاني الفلاح من صعوبات كبيرة في ظل غياب الدعم الكافي من قبل الجهات المعنية، ومن الطبيعي وصولها إلى مستويات قياسية عندما تصل تكلفة الإنتاج للدنم الواحد الى 6 مليون ليرة مع انقطاع الدعم من سماد ومازوت وارتفاع الأجورات”.
وأضاف محمد (موظف) أنه لا يوجد أي نوع من الرقابة على أسعار المواد الغذائية في الأسواق داخل مدينة حمص، وكل بائع يضع التسعيرة وفق مزاجه دون اكتراثه بالشكاوى والتساؤلات التي يطرحها المواطن”.
وكان ألقى رئيس مكتب التسويق في الاتحاد العام للفلاحين، أحمد هلال الخلف، اللوم على التجار في ارتفاع أسعار البطاطا في الأسواق السورية ليصل إلى 15 ألف ليرة للكيلو في وقت سابق”.
مضيفاً أن “احتكار التجار لمادة البطاطا ووضعها في البرادات وطرح كميات قليلة منها لا تكفي حاجة السوق هو السبب الرئيسي لارتفاع أسعار المادة في الأسواق، رغم أن تصدير البطاطا متوقف بناءً على توجهات الحكومة بعكس بقية أنواع الخضار المسموح بتصديرها حالياً”.
اقرأ أيضاً: البطاطا.. قبل تخزينها لماذا لا تخفضوا سعرها للمواطن؟
وبحسب “الخلف”، إن “كلف إنتاج البطاطا مرتفعة وتصل لنحو 6 آلاف ليرة من الحقول للكيلو الواحد، كون أغلب الفلاحين اشتروا بذار البطاطا من السوق السوداء بأسعار مرتفعة جداً، إذ أن أكثر من نصف المكتتبين على بذار البطاطا لم يحصلوا على البذار من مؤسسة إكثار البذار خلال الموسم الماضي فضلاً عن تكاليف المحروقات وأجور اليد العاملة”.
ولفت “الخلف” إلى أن “إنتاج البطاطا كان وفير خلال الموسم الماضي، إذ يوجد فلاحون اشتروا كميات كبيرة من البذار من السوق السوداء باعتبار أنها متوفرة وبكثرة ولم يعتمدوا على الكميات التي توزّع من مؤسسة إكثار البذار”.
يُذكر أن سوريا تستهلك البطاطا بشكل كبير جداً، وتصل التقديرات إلى أن مجموع الاستهلاك شهرياً يتجاوز 50 ألف طن.