عزل مجلس النواب الأمريكي رئيسه الجمهوري كيفن مكارثي، في خطوة لم يسبق أن اتخذها المجلس بتاريخه.
وجاء قرار العزل عقب تصويت أعضاء المجلس على مشروع سحب الثقة من الرئيس مكارثي أمس الثلاثاء، وذلك بعد موافقة 216 نائباً ورفض 210، حيث صوت الديمقراطيون جميعا لصالح العزل، إضافة لـ “تجمع الحرية” التابع للحزب الجمهوري.
وتم تعيين باتريك ماكهنري خلفاً لمكارثي بصفةٍ مؤقتة، ليتولى رئاسة مجلس النواب في الكونغرس الأمريكي لفترة مؤقتة ريثما يتم انتخاب رئيس جديد في جلسات التصويت التي عُلّقت للأسبوع المقبل.
أتت هذه التحركات الذي قادها عضو الكونغرس مات غايتس المناهض لمكارثي، عقب خطوة تمديد التمويل الحكومي الذي أقرها مكارثي لتجنب الإغلاق الحكومي، بعد أن تعاون بتمرير القرار مع الديموقراطيين الذين يدعمون هذا القرار بنسبة أكبر بكثير من الجمهوريين، وهو ما أثار غضب اليمين المتشدد في المجلس.
وبدوره، قال رئيس مجلس النواب المعزول إنه “خاطر من أجل الشعب وليس نادماً على الجهود التي قام بها قبل عزله من منصبه” موضحاً أنه لا يلوم أحداً على إقصائه وأنه راض عن نفسه وهذه كانت فرصته.
وأوضح مكارثي أنه عمل مع الطرف الآخر حتى يحافظ على مضي الأمة قدماً، قائلاً.. “لم أرد أن أقدم مصلحتي على مصلحة الأمة، بيد أن هناك انقساماً حقيقياً ومشكلة كبيرة في مجلس النواب، ولن أترشح مرة أخرى لرئاسة المجلس”.
من جانبه، دعا الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى الإسراع في انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب بعد عزل الجمهوري، كيفن مكارثي، فيما عزم بعض الديموقراطيين على اتّخاذ قرار بشأن محاولة إنقاذ رئيس المجلس الذي قضى جلّ ولايته في معارضة أجندتهم.
أتت المعركة الأخيرة في الكونغرس بعد أيام على إقرار مجلسي النواب والشيوخ إجراءً لتجنّب إغلاق حكومي مكلف، بأغلبية كبيرة من الحزبين في كلا المجلسين، عبر تمديد التمويل الفيدرالي لمدة 45 يوماً تنتهي بتاريخ 17 تشرين الثاني/ نوفمبر من هذا العام.
يشار إلى أن مكارثي انتُخب رئيساً لمجلس النواب الأميركي مطلع العام الجاري، بعد 15 جولة تصويت داخل المجلس، وذلك بعد مفاوضات شاقة رضخت بعدها مجموعة النواب المؤيدين للرئيس السابق دونالد ترامب التي كانت تعرقل انتخابه.