زيت الزيتون.. بين قرارات الحكومة وجيب المواطن!

داما بوست | غدير إبراهيم

رغم موافقة مجلس الوزراء على قرار منع تصدير مادة زيت الزيتون اعتباراً من أول أيلول المنصرم وبحسب مدير مكتب الزيتون عبير جوهر فإن القرار جاء نتيجة دراسة لواقع الإنتاج لموسم 2023- 2024، والكميات المتوقع إنتاجها مقارنة مع الاحتياج الفعلي وسبل تسويق الفائض منه، مضيفةً أن هذه الإجراءات جاءت لتلبية احتياجات السوق المحلية من مادة زيت الزيتون بأسعار مناسبة، وفي ضوء تقديرات إنتاج الزيتون في المناطق الآمنة والتي أظهرت انخفاضاً في الإنتاج مقارنة بالموسم السابق، نتيجة التغيرات المناخية وكونه إنتاجاً معاوماً في أغلب المحافظات.

هذه القرارات لم تظهر نتائجها إلى الآن على أرض الواقع حتى مع وجود تراجع ملحوظ في كمية الإنتاج بالنسبة للزيتون وذلك بحسب المزارعين الذين تواصلت معهم “داما بوست” في مناطق مختلفة من الساحل السوري، حيث بدأوا بالقطاف منذ حوالي أسبوعين تقريباً، وبحسب بعضهم فإن موجات الحرارة التي شهدناها في الصيف قد أثرت بشكل أو بأخر على الإنتاج، ناهيك عن قلة الاهتمام بالأشجار وسقوط الأزهار عنها، وبالتالي خفض الإنتاج والأسباب كثيرة لاتعد ولا تحصى.

أسعار الزيت وتكلفته في المعاصر

وبالنسبة للزيت فقد بلغ اليوم وبحسب جودته ومكان تواجده بين 700 ألف ليصل إلى أكثر من مليون و200 ألف للبيدون الواحد، وارتفاع هذه الأسعار يعود لعدة أسباب منها قلة الإنتاج وارتفاع سعر المحروقات، ازدياد تكاليف العصر في المعاصر المتوزعة في مناطق الإنتاج.

أما المعاصر فقد تواصلنا مع عدد منها حيث يقوم بعضها باقتطاع كيلو زيت من كل بيدون، وهنالك معاصر تحسب على كل بيدون بين 25 و30 ألف ليرة سورية، وبحسب أصحابها فأن تسعيرة المعاصر تأتي من المحافظة التابعة لها مناطق الإنتاج، وانتشرت في الكثير منها طريقة شراء الزيت من أرضه في المعصرة بحسب البعض.

اليد العاملة

وعن يومية العامل في الزيتون فقد تراوحت تبعاً لاختلاف المناطق وعدد الساعات بين الـ 30 و75 ألف ليرة، منهم من الساعة السابعة وحتى الثانية عشر أو الثانية أو الرابعة بعد الظهر، فين حين يلجأ الناس إلى البحث وجمع الزيتون المتساقط على الأراضي وتجميعه وذلك بغرض البيع، كدخل ثاني يخفف من صعوبات وغلاء المعيشة، وقد وصل الكيلو الواحد من الزيتون حسب جودته بين 15 و 30 ألف ليرة سورية حسب النوعية طبعاً.

مخاوف

ومن المنطقي أن يكون السعر كبيراً لهذه الدرجة مع بداية الموسم وانتهاء كميات الزيت عند الأهالي من المواسم السابقة، على الأقل فهذا التبرير مقنع حتى الآن، ولكن من غير المنطقي أن يستمر الزيت في الارتفاع بالرغم من جميع القرارات والدراسات بالنسبة لإنتاج هذه الموسم والتي تقتضي تلبية احتياجات السوق، وهنا يجب التنويه أن تلبية السوق لا يعني قدرة المواطن على الشراء، وإنما قد تكون الكمية متوفرة وسعرها غالي.

معايير وزارة الزراعة

وفي المقابل، أوضحت مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة المهندسة عبير جوهر أن الوزارة تتبع معايير لتحديد موعد قطاف الزيتون في كل منطقة للحصول على زيت الزيتون بحيث يتمتع بجودة عالية وفترة تخزين أطول.

وأكدت المهندسة جوهر أنه عملياً يتم جني ثمار الزيتون عندما يتحول 70 إلى 75 منها إلى اللون البنفسجي والطقس المناسب، موضحةً أنه عند البدء بقطاف الزيتون تتم مراعاة صنف الزيتون، حيث تتباين الأصناف فيما بينها من حيث موعد النضج، فمنها أصناف تنضج مبكراً كالصنف الدعيبلي، وأصناف متأخرة بالنضج كالصنف القيسي، إضافة إلى كثافة المحصول على الأشجار، ففي سنوات المعاومة يكون الحمل منخفضاً وكمية الثمار قليلة جداً وبالتالي التحولات الحيوية الخاصة بالنضج تكون أسرع والنضج يكون مبكراً مقارنة مع سنة الحمل الغزير.

وبيّنت “جوهر” أن عملية نضج ثمار الزيتون تتم ببطء وتمتد لأشهر لتكتمل عملية التحولات الكيميائية والعضوية ليتشكل الزيت ويتراكم ضمن الثمار وهو ما نلاحظه من خلال زيادة حجم الثمار وتغير لونها من الأخضر إلى الأصفر ثم البنفسجي فالأسود وهي مؤشرات خارجية يمكن للمزارع ملاحظتها وتدل على نضج الثمار، إضافة لوجود اختبارات أخرى مخبرية كتحديد نسبة الزيت في الثمار وقوة التصاق عنق الثمرة وقوة الاختراق لسطح الثمرة لتحديد موعد النضج المناسب.

ولفتت مديرة مكتب الزيتون إلى أن الظروف المناخية لها دور في تحديد موعد قطاف الزيتون، حيث تؤثر درجات الحرارة في فصلي الصيف والخريف ومدتها والهطولات المطرية في نضج الثمار وتسرع من العمليات الحيوية فيها، ما يؤدي إلى تلون أسرع للثمار في مراحل مبكرة من النضج، والارتفاع والانخفاض عن سطح البحر يلعب دوراً أيضاً، ففي المناطق الساحلية المنخفضة والقريبة من البحر يبدأ القطاف بشكل مبكر ويكون النضج أسرع حتى للصنف نفسه، بينما يتأخر في المناطق الجبلية حيث الظروف المناخية مختلفة.

وأضافت جوهر أن قطاف الزيتون بوقت مبكر عن موعده المناسب يؤثر على كمية ونوعية الزيت، حيث تكون الثمار صلبة وتحتاج إلى فترة أطول في المعصرة ما يؤثر على جودة الزيت ويكون الفاقد من الزيت مع تفل الزيتون (البيرين) أعلى ومن هنا تأتي أهمية تحديد الموعد المناسب للقطاف في كل منطقة.

وأشارت المهندسة جوهر إلى أنه في بداية النضج عندما تكون ثمار الزيتون خضراء يحصل المزارع على زيت عالي الجودة وبطعم فاكهي قوي، إضافة إلى الطعم المر والحار الذي يدل على محتوى الزيت العالي من مضادات الأكسدة الطبيعية (الفينولات) والتي ينخفض تركيزها مع تقدم النضج ليكون الزيت الناتج في هذه المرحلة حلواً غير لاذع لكن منخفض القيمة البيولوجية، إضافة لانخفاض فترة تخزينه، منوهةً بأن الزيتون المروي ينضج عادة بشكل أبكر من الزيتون البعل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...