واشنطن تدعم تغييراً سياسياً في سوريا وسط تردد إسرائيلي بشأن الشرع
رغم مرور أقل من عام على تولي أحمد الشرع رئاسة المرحلة الانتقالية في سوريا، لا تزال “إسرائيل“ تتعامل معه بحذر شديد، في وقت ترى فيه الولايات المتحدة أن سوريا تسير نحو تحول سياسي تاريخي قد يفتح الباب أمام تسويات إقليمية غير مسبوقة.
زيارة وفد أمريكي رفيع إلى دمشق:
قام النائب الجمهوري في الكونغرس الأمريكي جو ويلسون بزيارة إلى دمشق، برفقة المبعوث الخاص إلى سوريا توم باراك وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ. والتقى الوفد بالرئيس الشرع في القصر الجمهوري، ضمن جهود دبلوماسية تهدف إلى اختبار ملامح المرحلة الجديدة في سوريا.
واشنطن ترى “فرصة للتغيير”:
في تصريحات أدلى بها لصحيفة “جيروزاليم بوست“ العبرية، شبّه النائب ويلسون سقوط النظام السابق في سوريا بـ”سقوط جدار برلين”، معتبراً أن البلاد دخلت مرحلة سياسية مختلفة كلياً. وأضاف أن الشرع “يسعى إلى بناء دولة لا تدعم الإرهاب ولا تهدد إسرائيل”، في إشارة إلى استعداد دمشق للتقارب مع الغرب حتى على حساب علاقاتها التقليدية مع إيران وروسيا.
وقال ويلسون: “نحن نعرف خلفية الشرع، لكن الناس يمكن أن يتغيروا. لقد اختار التعاون مع الغرب بدل الارتهان لروسيا وإيران.”
“تل أبيب” مترددة: هل يثق الإسرائيليون بالشرع؟
رغم الإشارات الإيجابية القادمة من واشنطن، لا تزال “إسرائيل” مترددة بشأن نيات أحمد الشرع. وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية تحتفظ بـ”شكوك كبيرة” تجاه ماضي الشرع وسياسته المستقبلية.
ويلسون، رغم اعترافه بهذا التردد، دعا إلى إعطاء الشرع “فرصة حقيقية”، محذّراً من أن استمرار الانقسام في سوريا قد يؤدي إلى عودة تنظيم داعش ويهدد الاستقرار الإقليمي.
وساطة أمريكية بين دمشق و”تل أبيب”:
قال النائب الأمريكي إن واشنطن تدفع باتجاه مفاوضات تدريجية بين سوريا و”إسرائيل”، مشيراً إلى أن أي اتفاق محتمل يجب أن يتضمّن “انسحابات مشروطة وضمانات أمنية”. وأشاد بدور توم باراك كمبعوث خاص قادر على التوسط بين الطرفين.
ملف السويداء والدروز على طاولة البحث:
اللقاء في دمشق تطرّق أيضاً إلى الأحداث الأخيرة في السويداء، حيث تعهّد الرئيس الشرع بفتح تحقيقات في الهجمات التي طالت الطائفة الدرزية، وأكد أن حماية الدروز تمثل أولوية بالنسبة له. وقال ويلسون إن الشرع وعد بإقالة أي مسؤول يثبت تورطه في تلك الأحداث.
“اتفاقات أبراهام” باتت مطروحة في عهد الشرع:
في تطور لافت، أكد ويلسون أن “اتفاقات أبراهام”، التي رعتها إدارة ترمب بين “إسرائيل” وعدد من الدول العربية، “لم تكن قابلة للنقاش في عهد بشار الأسد، لكنها باتت مطروحة اليوم”. واعتبر أن هذا يعكس حجم التغيير السياسي في دمشق.
إدارة ترمب تسعى إلى تفاهمات سرية:
مع اقتراب انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، كشف ويلسون أن إدارة الرئيس دونالد ترمب تعمل “خلف الكواليس” على صياغة تفاهمات أولية بين سوريا و”إسرائيل”. وأكد أن ترمب “يريد أن يمنح سوريا فرصة”.
إقرأ أيضاً: إسرائيل وتفكيك الساحل السوري: اختراق ناعم عبر الفوالق الطائفية ووسطاء إقليميين
إقرأ أيضاً: تطورات سوريا: التنافس بين مشروع الاستقرار ومخططات التفتيت الإسرائيلي