آلاف الأطفال خارج المدارس يراقبون التحضيرات بحسرة

مع اقتراب العام الدراسي 2025 – 2026، يستعد الطلاب في سوريا للعودة إلى مقاعد الدراسة، بينما يباشر الأهالي تجهيز اللوازم المدرسية ويستعد المعلمون لمزاولة مهنتهم، وسط أجواء من الحماسة والتحضيرات المعتادة.

لكن خلف هذه الصورة، هناك آلاف الأطفال الذين يراقبون المشهد من بعيد، عاجزين عن الالتحاق بالمدارس مثل أقرانهم. الأسباب متعددة، تشمل الفقر، الحاجة للعمل، غياب المعيل، والظروف القاسية التي تمر بها الأسر، ما يجعل استمرار الأطفال في التعليم تحدياً كبيراً.

وفق تقرير صادر عن منسقي استجابة سوريا عام 2024، فإن أكثر من 2.2 مليون طفل في سوريا خارج العملية التعليمية، بينهم 340 ألفاً في شمال غرب البلاد و80 ألفاً داخل المخيمات.

ظاهرة انقطاع الأطفال عن التعليم ليست جديدة، فقد كانت موجودة قبل الحرب السورية بسبب الفقر وقلة الاهتمام بموضوع التعليم، حيث كان بعض الأهالي يركزون على الأعمال التي تدر دخلاً سريعاً بدل انتظار نتائج التعليم الطويلة المدى. ومع اندلاع الحرب، ازدادت الأسباب تعقيداً لتشمل النزوح، فقدان المعيل، وضغط الأطفال للعمل لتغطية احتياجات أسرهم، إضافة إلى ظروف أخرى أدت إلى توقفهم عن الدراسة.

ويؤكد الطلاب الذين اضطروا لترك الدراسة أنهم شعروا بالحزن والإحباط عند رؤية أصدقائهم ينتقلون من صف إلى آخر ويحققون التفوق، بينما هم يتوقفون عند مكانهم السابق. وتشير تقارير ناشطين اجتماعيين إلى أن انقطاع الطلاب عن التعليم يحرمهم من الشهادات الضرورية لممارسة المهن المؤهلة ذات الدخل الجيد، ويجعلهم عرضة للعمل في وظائف مؤقتة أو منخفضة الدخل.

منظمات المجتمع المدني في سوريا توصي بضرورة تنفيذ برامج عملية لمعالجة هذه الظاهرة، خصوصاً في المناطق المتضررة من النزاع والنزوح. وتشمل هذه المبادرات تقديم دعم مالي للأسر الفقيرة لتغطية تكاليف التعليم واللوازم المدرسية، وإنشاء مراكز تعليمية بديلة في المخيمات والمناطق النائية، إضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المتأثرين بالحرب وفقدان المعيل، لضمان عودتهم التدريجية إلى المدارس ومتابعة تعليمهم بانتظام.

انقطاع الأطفال عن التعليم يترك آثاراً سلبية على وضعهم النفسي والاجتماعي والمعنوي، ويستدعي وضع حلول عملية عاجلة للحد من تبعاته وتأمين مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وضمان مساهمة الأطفال في إعادة بناء المجتمع السوري بعد سنوات من النزاع.

اقرأ أيضاً:دمشق: توقيع سبع مذكرات تفاهم لدعم التعليم وإعادة تأهيل المدارس

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.