دمشق تتحرّك لإعادة التمثيل الدبلوماسي في ليبيا
بدأ وفد تقني من وزارة الخارجية السورية تقديم خدمات قنصلية للجالية السورية المقيمة في ليبيا، في خطوة تهدف إلى إعادة التمثيل الدبلوماسي الرسمي بين دمشق وطرابلس بعد أكثر من عقد على انقطاع العلاقات.
وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أنجز الوفد نحو 8000 معاملة قنصلية منذ الأول من آب/أغسطس الجاري، شملت تمديد جوازات سفر وتذاكر مرور وتصديقات رسمية، وذلك بالتنسيق مع السلطات الليبية، تمهيدًا لافتتاح السفارة السورية في طرابلس خلال الفترة المقبلة.
وتُعد هذه الزيارة خطوة أولى ضمن خطة أوسع تشمل لاحقًا افتتاح قنصلية في مدينة بنغازي، وتفعيل الخط الجوي بين دمشق وطرابلس، حيث عبّر الوفد عن أمله بانطلاق أولى الرحلات قريبًا.
وأشار الوفد إلى أن العمل جارٍ على تأمين مقر مؤقت للبعثة السورية في العاصمة الليبية، في انتظار استلام المبنى الرسمي للسفارة. كما طُرحت مجموعة من المقترحات لتعزيز العلاقات الثنائية، منها الإعفاء المتبادل من التأشيرات، وتنشيط التعاون الاقتصادي من خلال دعوة المستثمرين الليبيين إلى سوريا، إلى جانب تفعيل 43 اتفاقية سابقة موقعة بين البلدين.
ومن جهتها، أبلغت السفارة الليبية في دمشق الوفد السوري بأن العمل جارٍ لتفعيل نظام التأشيرات بين الجانبين خلال الفترة المقبلة.
وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن عدد السوريين المقيمين في ليبيا يتراوح بين 30 و50 ألفًا، معظمهم دخل البلاد عقب اندلاع الحرب في سوريا عام 2011. ويواجه كثيرون منهم أوضاعًا قانونية ومعيشية صعبة نتيجة غياب التمثيل القنصلي، ما يضطر بعضهم للسفر إلى تونس أو مصر من أجل إجراء معاملاتهم، أو اللجوء إلى وسطاء غير رسميين، وسط مخاوف من الاستغلال المالي وغياب الحماية القانونية.
وفي وقت سابق من هذا العام، شهدت العاصمة دمشق وقفة احتجاجية نظمها ذوو معتقلين سوريين في ليبيا، طالبوا خلالها بكشف مصير أبنائهم المحتجزين، محذرين من تعرضهم لعمليات احتيال على يد سماسرة يستغلون غياب القنوات الرسمية.
يُذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين كانت قد توقفت في تشرين الأول/أكتوبر 2011، بعد اعتراف المجلس الوطني الانتقالي الليبي آنذاك بالمعارضة السورية وقطع العلاقات مع الحكومة السورية.
إقرأ أيضاً:رسوم جمركية أميركية جديدة تطال دولاً عربية بينها سوريا والعراق