“أولي البأس” يخرج من الظل: هل يبدأ عملياته ضد “إسرائيل” في سوريا؟
نقلت صحيفة “النهار” اللبنانية عن مصادر قيادية فيما يسمى “جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا – أولي البأس”، تأكيد “الجبهة” أنها لا تتبع لإيران، ولا تخضع للسلطة الانتقالية، ولا تتلقى دعماً من أي دولة أو تنظيم خارجي.
وتقول صحيفة “النهار” إن ظهور المدعو “أبو جهاد رضا”، قائد “جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا”، من حيث التوقيت وطبيعة الرسائل التي وجّهها، لم يكن حدثاً اعتباطياً، بل كان مدروساً للانتقال من حالة الوجود الشبحي التي أحاطت بها تساؤلات وشكوك كثيرة، إلى مرحلة الانخراط في العمليات الميدانية بعد أشهر من التحضير والاستعداد المكثف.
إقرأ أيضاً: صور أفيخاي أدرعي تثير جدلاً بعد زيارته مناطق بأرياف دمشق ودرعا والقنيطرة
ويُعد الخطاب العلني الذي بثه التنظيم مؤخراً، إشارة رسمية لبدء مرحلة العمليات العسكرية، بحسب مصادر مطلعة تحدثت لصحيفة “النهار” اللبنانية، والتي أكدت أن التوقيت مدروس، ويحمل رسائل سياسية وعسكرية متعددة الأطراف، تشمل قوات الاحتلال، والسلطات الانتقالية في سوريا، والسكان المحليين.
أهداف ومواقف “أولي البأس”
وفق مصادر “النهار”، فإن التنظيم يهدف إلى:
– ردع التوغلات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية.
– القيام بدور ميداني تغيب عنه السلطات الانتقالية في سوريا.
– تحذير المدنيين، خاصة في الجنوب، من الاقتراب من الآليات العسكرية الإسرائيلية التي باتت أهدافاً مباشرة.
هل هو امتداد لإيران أم أداة للسلطة؟
تدور شكوك وتحليلات متباينة حول هوية التنظيم وولاءاته. بعض التحليلات تربط “أولي البأس” بـ محور المقاومة بقيادة إيران، وترى في ظهوره محاولة لإعادة تجربة حزب الله اللبناني جنوب سوريا، بهدف زعزعة توازنات السلطة الانتقالية وفتح جبهة مقاومة جديدة ضد “إسرائيل”.
في المقابل، يرى آخرون أن التنظيم قد يكون “أداة بيد السلطة الانتقالية” للالتفاف على الضغوط الدولية، وتجنّب الانخراط المباشر في مواجهة مع “إسرائيل”، عبر استخدام تنظيمات غير رسمية و”العشائر” كورقة ضغط.
مصادر قيادية في “أولي البأس” نفت عبر “النهار” هذه الفرضيات، مؤكدة أن التنظيم، لا يتبع لإيران، ولا يخضع للسلطة الانتقالية، ولا يتلقى دعماً من أي دولة أو تنظيم خارجي.
وبشأن انضمام مجموعات كانت تتبع الحرس الثوري الإيراني إلى التنظيم. تشير المصادر إلى أن إيران “تخلّت عن هذه المجموعات في توقيت حساس، وبالتالي فإن الإصرار على الربط بين الطرفين لم يعد منطقياً، وإلا لكانت إيران حافظت على شبكة ميليشياتها بعد سقوط النظام”.
هيكل تنظيمي ولا مركزي
يتبع “أولي البأس” نظامًا عنقوديًا غير مركزي يمنح خلاياه الميدانية قدراً من الاستقلالية التكتيكية، ضمن تعليمات مركزية تُصدرها القيادة. ويشمل التنظيم حالياً أربعة مراكز قيادة إقليمية:
– الجنوب السوري: بقيادة العقيد نضال (أبو العباس)
– الساحل والمنطقة الوسطى: بقيادة العميد منذر ونوس
– دير الزور: بقيادة أبو جواد
– القيادة المركزية: بقيادة أبو جهاد رضا
التنظيم يمتلك هيكلاً أمنياً، عبر جهاز يُعرف بـ “أمن المقاومة”، يختص بالمراقبة، أمن الاجتماعات، ومنع الاختراقات. كما يشرف هاشم أبو شعيب على “شعبة التنظيم والإدارة” التي تضبط الهيكل التنظيمي والإداري.
ما القادم؟
تقول صحيفة “النهار” إنه وعلى الرغم من امتناع المصادر القيادية عن كشف خطط “أولي البأس” المستقبلية. تؤكد أوساط مقربة أن الأسابيع المقبلة ستشهد تحولاً نوعياً في نشاطه الميداني، إذ “سيُسمع صوته بوضوح” من خلال عمليات ينوي تنفيذها.
إقرأ أيضاً: هجوم مسلح على موقع للجيش الإسرائيلي في درعا
إقرأ أيضاً: جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن مصادرة أسلحة خلال مداهمات متزامنة جنوب سوريا