شهدت قرية “قطمة” التابعة لمنطقة عفرين والتي تخضع لسيطرة الاحتلال التركي والفصائل الموالية لها بريف حلب الشمالي، اشتباكات عنيفة فيما بين مسلحي الفصائل ليلة أمس، إثر خلافات حول وجود كلب حراسة أمام منزل أحد المسلحين المنحدرين من ريف محافظة إدلب!.
ووفق ما أوضحته مصادر محلية من عفرين لـ “داما بوست”، فالخلاف بدأ إثر قيام أحد المسلحين القادمين من قرية “تل طوقان” بريف إدلب، بوضع كلب حراسة شرس أمام منزله لحمايته من السرقة، الأمر الذي لم يُعجب جيرانه المنحدرين من قرية “معصران” بريف إدلب أيضاً، والذين طالبوه بإبعاد الكلب عن الحي.
وفي ظل رفض صاحب الكلب لمطالب الجوار، تفاقم الخلاف بين الطرفين ليتطور إلى حد الاشتباك بالأيدي، قبل أن تسارع مجموعات من مسلحي “تل طوقان” و”معصران” المقيمين في القرية والقرى المجاورة، كلٌ إلى نصرة ابن قريته، وتتفاقم الأمور إلى حد الاشتباك بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة داخل قرية “قطمة”.
وبحسب ما أكدته المصادر لـ “داما بوست”، تسببت الاشتباكات بمقتل ثلاثة مسلحين وإصابة آخرين بجروح خطيرة، فيما تعرض 5 مدنيين على الأقل لإصابات متفاوتة الشدة من جراء الرصاص العشوائي الذي تخلل الاشتباكات.
واستمرت الاشتباكات بين الطرفين لما يقارب الساعتين، رغم كل المحاولات لتهدئة الأوضاع، قبل أن يدفع فصيل “الشرطة العسكرية” بأعداد كبيرة من مسلحيه إلى القرية، ويدخل بشكل مباشر في الاشتباكات، ويتمكن من إجبار الطرفين على وقف القتال، على أن يتم إجراء مصالحة بينهما تقضي بدفع دية القتلى وعلاج الجرحى.
وأشارت المصادر إلى أن الكلب كان فقط الفتيل الذي فجّر الصراع بين الطرفين، إلا أن الأسباب الحقيقية تعود إلى خلافات سابقة بين مسلحي القريتين الذين يعملون بالأصل في تهريب المخدرات بين مناطق ريف حلب الشمالي وريف إدلب ومناطق سيطرة “قسد” في شمال شرق حلب، مبينة أن تلك الخلافات تتمحور حول عائدات وأحقية العمل على طرق التهريب بين الجانبين.
وتشهد مناطق سيطرة الاحتلال التركي وفصائله في ريف حلب الشمالي، صراعات مستمرة فيما بين قياديي ومسلحي الفصائل، خاصة في منطقة عفرين، حيث تتمحور أسباب معظم تلك الصراعات حول الخلاف على تقاسم المسروقات، ونقل ملكيات المدنيين المهجرين من المنطقة، وتقاسم عائدات المعابر وطرق التهريب، فيما تسببت تلك الصراعات التي غالباً ما تدور ضمن الأحياء السكنية، بوقوع عشرات الضحايا بين المدنيين، إلى جانب مقتل وإصابة أعداد كبيرة من مسلحي الفصائل.
تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر