حول الرعب من نيران حزب الله مستوطنات الشمال إلى مدن أشباح، فالخوف من المستقبل وسطوة المقاومة بات يعشعش في فكر وقلب المستوطنين في الشمال، وهم لا ثقة لهم في كيانهم الذي يتخبط ويتلقى الضربات الموجعة من المقاوماوت في المنطقة، ولا يستطيع فعل شيء سوى الاغتيالات الجبانة، وقصف المناطق المأهولة بالمدنيين بكل خسة وحقد.
الاحتلال الإسرائيلي في الشمال عند الحدود مع لبنان، تعرض لأضرار كبيرة في مختلف صنوف الحياة، فنيران حزب الله اللبناني تسببت بأكبر عملية إجلاء منذ تأسيس كيان “إسرائيل” قبل 75 عاماً، وتعطلت الحركة الاقتصادية ومظاهر الحياة في المستوطنات التي تصفر الرياح في شوارعها.
حزب الله بصم بكل قوة على الشمال، وآثاره عبر عملياته المستمرة شاهد على حضوره القوي في الميدان، ونيرانه في كل مكان في المستوطنات ولن ترحم البغاة على الحضارة والإنسانية، وهي تحول المواقع المعادية إلى اللون الأسود، بسبب الحرائق الناجمة عن وابل الصواريخ المتكرر، ودخان المقاومة سيواصل الصعود في سماء الأرض المحتلة فوق مستوطنات الاحتلال دون توقف حتى وقف الحرب المدمرة على الإنسانية في غزة.
ومنذ بدء الحرب الظالمة على غزة تشكل ضربات حزب الله الصاروخية وعبر المسيرات وغيرها من استهدافات تحدياً استراتيجياً غير مسبوق بالنسبة إلى كيان “إسرائيل”، بحيث أذابت “حرب الاستنزاف” في الشمال أعصاب الإسرائيليين وصعقتها إلى حد الانهيار، وزادت الضغوط على حكومة العدو الذي يترأسها المجرم نتنياهو.
إنّ أكبر أضرار بالكيان وقعت في الشريط الحدودي، الذي يبلغ طوله 5 كيلومترات جنوبي الحدود، والذي أخلته سلطات الاحتلال الإسرائيلية في الأسابيع الأولى من الحرب، بحيث استهدفت مستوطنات “مثل كريات شمونة وشلومي والمطلة وشتوله وعرب العرامشة، وتعرضت القواعد العسكرية في المنطقة لاستهداف مكثف”.
وقبل بدء عمليات حزب الله، كانت مستوطنة “كريات شمونة”، عند الحدود الفلسطينية مع لبنان، يسكنها نحو 24 ألف مستوطن إسرائيلي، أمّا الآن فـ”تحولت إلى مدينة أشباح، بحيث تومض إشارات المرور باللون البرتقالي بصورة دائمة، وأغلقت كل الشركات تقريباً، وأغلقت نقاط التفتيش الطرق المؤدية إلى الحدود الفلسطينية مع لبنان”.
وتترقب المراكز الحيوية الإسرائيلية في مدينة حيفا (شمال فلسطين) بقلق انتقام حزب الله لاغتيال الشهيد المجاهد والقائد العسكري البارز فؤاد شكر، وتقوم السلطات الإسرائيلية بتجهيز الملاجئ والمشافي والمشافي الميدانية، والكيان الصهيوني لا ينسى كيف أن مُسيّرات حزب الله حلّقت في سماء حيفا منذ أشهر، وتمكّنت من تجاوز الدفاعات الإسرائيلية، كما أنّها رسمت خرائط أهداف لأكبر ميناء في “إسرائيل”، ولبطاريات القبّة الحديدية الشهيرة، وحتى للمكاتب الفردية للقادة العسكريين الصهاينة.
ولسان حال المستوطن الصهيوني يقول: “الأمر يملأني باليأس، فكما أنّه لا يوجد مكان آمن في قطاع غزّة، أشعر بأنّ ما يحدث الآن، وأنه لن يكون هناك مكان آمن في إسرائيل”.
ونتيجةً للتصعيد في جبهة الشمال وانتظار الرد الإيراني والرد من حزب الله، توقّفت جميع الرحلات عن الطيران إلى قلب الكيان، وقال مستوطن والرعب يملأ قلبه إنّه “لا توجد طريقة لمغادرة إسرائيل الآن”.
جيش الاحتلال الإسرائيلي وبسبب الرعب والخوف عزز الجبهة الشمالية، ورفع حالة الاستنفار في صفوفه إلى الحد الأقصى، وفرض حظر على خروج الجنود الإسرائيليين، وجرى وضع الجنود النظاميين غير الحيويين الجالسين في منازلهم في حالة تأهّب، فالوضع الإسرائيلي أصبح أكثر سوءاً من أيّ وقتٍ مضى، بشهادة الإعلام الصهيوني.
ورفع سلاح الجو الإسرائيلي حالة الاستنفار في صفوفه إلى الحد الأقصى، حيث تقوم المقاتلات بدوريات مكثّفة، وجرى نشر بطاريات الدفاع الجوي، ورفعت قوات الأمن الإسرائيلية حالة التأهب في الضفة الغربية بسبب التوترات الأمنية.
حزب الله مستمر في زرع الرعب في قلب الكيان من الشمال حتى حيفا، ولن يكل أو يتوانى عن زعزعة كيان الاحتلال حتى وقف حربه على غزة، والتوصّل إلى وقف إطلاق نار، والوقت ليس مع الكيان لا سيما مع وقف الكثير من الدول تسليحه، مثل كندا، كما أنّ إيطاليا وبريطانيا أيضاً تدرسان إيقاف تسليح جيش الاحتلال.