قوة حزب الله ضاربة والاحتلال غير مستعد للمواجهة.. عمليات الاغتيال جبانة وبديل عن إنجازات غائبة
داما بوست- خاص
حين يغتال الاحتلال أحد كوادر المقاومة فإنه يعيش في حالة من الخوف والرعب، ويعلم أن هذا الاغتيال لن يغير في شيء من عقيدة المقاومة ولن يوقف قوة حزب الله كرمز لها في لبنان والمنطقة بل سيجعله أشد إصراراً على الثأر لدماء الشهداء ومتابعة طريق المقاومة والرد على جميع جرائم الاحتلال الجبانة.
لجوء جيش الاحتلال لعمليات الاغتيال الجبانة يشكل أكبر دليل على إخفاقه في الميدان، وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أنّ كيان الاحتلال أمام أيام صعبة بعد كل اغتيال ينفذه بحق كوادر حزب الله.
لا شك أن اغتيال كبار مسؤولي حزب الله يبرز بشكلٍ متزايد كبديل للإنجازات الاستراتيجية الغائبة عن الأفق الصهيوني، وهو علاج مهدئ للكيان، وبديل عن شن معركة ضد لبنان، لعدم ضمان النتائج التي قد تلحق بالكيان وربما تغير خارطة الصراع العربي الإسرائيلي بشكل يقلب الطاولة عن الاحتلال.
ومع أن معادلة حزب الله واضحة وهي الربط بين وقف الحرب على غزّة ووقف إطلاق النار في لبنان، لكن صلف الاحتلال وشعوره بالهزيمة يمنعه من رؤية هذه المعادلة، بل ويتجاهلها، ويعلم علم اليقين أن تكوين وهيكلية حزب الله قد تغيرت وتطورت وأصبحت صعبة المنال والكسر، ولذلك يعمد للهروب إلى الأمام من خلال الاغتيالات الجبانة، والمماطلة في الحرب على غزة.
قوة حزب الله أصبحت ضاربة باعتراف الكيان ومن يدعمونه في الغرب وفي مقدمتهم أمريكا، وهو وبحسب دوائر التحليل الإعلامية والعسكرية غدا أكثر فعالية من معظم جيوش المنطقة النظامية،ومنها جيش الاحتلال، وهنالك سيناريو كارثي سيشهده الكيان الإسرائيلي، في حال اندلاع حرب واسعة مع حزب الله في لبنان، ولا شك ستجر المنطقة لحرب شاملة .
الحزب اللبناني يثير القلق في “إسرائيل” والغرب الداعم لها من عديد ومدى صواريخه التي بوسعها بلوغ أهدافها في عمق الكيان، وضرب بناه التحتية والحيوية، فحزب الله في 2006 ليس كحزب الله في 2024 فقدراته العسكرية في العناصر والعتاد تنامت وتعاظمت وهي على أتم جهوزية للمواجهة مع أعتى ترسانة صهيونية، ولن يكون بمقدور الكيان غير مراقبة الصواريخ، وهي تنهمر عليه، وكذلك مراقبة المستوطنين وهم يتدافعون نحو الملاجئ، وهذا مشهد لا يطيق الكيان تحمله على الإطلاق.
شن حرب شاملة على لبنان لن يحقّق أي هدف للصهاينة، ولن يعيد المستوطنين إلى مستوطنات الشمال، ذلك لأنّ أي حرب واسعة سوف تسفر عن أضرار مادية وبشرية هائلة في المستوطنات التي تنتشر على الحدود اللبنانية.
وسوف يكون وضع الاقتصاد الإسرائيلي في الشمال أسوأ كثيراً مما هو عليه اليوم مع انسحاب المزيد من الإسرائيليين من المنطقة حفاظاً على سلامتهم، وكذلك وضع الاقتصاد الصهيوني ككل سيصاب بالشلل وعليه يجب على “إسرائيل” أن تفكّر بشكل أوسع، فأي حرب مع حزب الله يعني لها اقتراب النهاية، لأن محور المقاومة لن يقف مكتوف الأيدي، وهذا ما يعرفه الأمريكي والصهيوني على حد سواء.
جميع المعطيات تشير إلى أن جيش الاحتلال غير مستعد لحرب في الشمال، ومن الناحية الاستراتيجية، لا يزال الوضع الإقليمي محفوفاً بالمخاطر بالنسبة للكيان المهزوم في غزة، وكانت هجمات حزب الله على “إسرائيل” في أيار الماضي هي الأكثر كثافة منذ تشرين الأوّل 2023، وهي كفيلة بتحذير جيش الاحتلال الإسرائيلي من عمل عسكري هجومي قد يفكر به ضد لبنان.
وبحسب إحصائية للكيان فإن 2295 هجوماً من حزب الله شُنّ على “إسرائيل” منذ 8 تشرين الأول وحتى 1 تموز الجاري، وما تزال يد المقاومة في حزب الله تطال أهدافاً معادية في الكيان، و 94.3% من الهجمات ضد “إسرائيل” تتم في نطاق 0-5 كيلومترات من خط الحدود نحو المواقع والمستوطنات المتاخمة للسياج مثل “المطلة” و”شتولا” و”شلومي”، والمنطقة العسكرية التي تعرضت للهجوم بأقصى كثافة هي مزارع شبعا المحتلة ومواقعها، حيث يشنّ حزب الله هجمات يومية، ترهق جيش الاحتلال.
ويحافظ حزب الله باعتراف العدو الصهيوني على المعادلة التي بموجبها كلّما كانت الضربات الإسرائيلية جبانة وغادرة تستهدف بالاغتيال كوادر المقاومة، كان ردّ حزب الله أقوى في عمق “إسرائيل” وضد أهداف غاية في الحيوية والأهمية.