جنود الاحتلال تائهون في شوارع غزة.. وفقاعات نتنياهو الإنسانية ذرتها رياح المقاومة
داما بوست- خاص
تناقضات كثيرة تملاً الأجواء في الكيان حيال الاستمرار في الحرب على غزة أو إيقافها، وحتى بالنسبة لنقص الذخائر والعتاد بعد استنزاف قدرات جيش الاحتلال على مدى أشهر من الأعمال القتالية، فتارة يرشح من الأوساط الإعلامية والعسكرية الصهيونية المعاناة من نقص الذخائر واحتمال الجنوح للهدنة، وتارة أخرى تنفي أوساط صهيونية هذه الوقائع، وهذا بحد ذاته يعكس حالة التخبط التي يعيشها الكيان.
الاحتلال مهما حاول الهروب من الاعتراف بالفخ الذي وقع به في حربه على غزة، فإنه لا يخفي وجود رغبة حقيقية لوقف القتال في القطاع، حتى لو بقيت حركة حماس في السلطة، ومزاعم عدم رغبة جيش الاحتلال الإسرائيلي في التوصل إلى وقف إطلاق النار، غير صحيحة، حتى لو صدر عن قادة الكيان تصاريح بأنهم لا يريدون التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
جيش الاحتلال في غزة يغوص مع كل يوم جديد في رمال القطاع، تحدوه الرغبة في تحقيق أي نصر مزعوم، لكن في الواقع لا نسمع غير أخبار الكمائن وتفجير الآليات العسكرية والقضاء على جنود الاحتلال من مسافة صفر المذلة.
قتل جنود إسرائيليون من مسافة الصفر في رفح وغزة لن يكون الحدث الصعب الأخير الذي تبثه قنوات إعلام جيش الاحتلال، وستكون هناك مواجهات أخرى من هذه المسافة أو ربما من مسافة تحت الصفر سيتجمد معها قلوب جنود احتلال هم ليسوا على أرضهم، بل مخربون تائهون في شوارع فلسطين.
معركة الاحتلال في عدوانه ضد غزة وسكانها خاسرة، وفي جميع الأعراف العسكرية، ولمن لا يعلم فإن الإجهاز على جنود ومدرعات من مسافة صفر مرات عديدة يعني أن خصمك مهزوم وضائع ولا يعلم على أي أرض يقف، وميزانه العسكري صفر.
ومع ذلك يمضي رئيس وزراء الاحتلال في الحرب على غزة وأطفالها والمدنيين فيها دون رادع، يدمر البنيان ويقتل الأبرياء، مكسوراً أما عسكر المقاومة، وهو بشكل فعلي يضحي بجيش احتلاله من أجل مآربه السياسية وهذا ما يجب أن يعيه الجميع في الكيان المهزوم، وإلا ستبقى المعادلة من مسافة صفر قوية وسائدة، وبيانات الأحداث الصعبة تتوالى من إعلام الاحتلال، وعقد نتنياهو لن تنقص بل ستغدو في ازدياد، وربما يواجه جنوده من مسافة صفر، للقضاء عليه، والخروج من رمال غزة المتحركة التي تبتلع دباباتهم وأساطيرهم ودعم الغرب الذي لا حدود له.
وفي ضوء الإنجازات صفر في الميدان في القتال، أبلغ رئيس أركان الاحتلال والقادة رئيس وزراء كيانهم بأنهم مستعدون للموافقة على وقف إطلاق النار إذا كان ذلك سيؤدي إلى صفقة لإطلاق سراح جميع الأسرى، الأحياء والأموات.
المقاومة تقرأ جميع التطورات في داخل الكيان، وهي ليست ساذجة، ولن تسمح بإنهاء سيطرتها في القطاع، وهي فكرة كما قيل عنها ولا يمكن إنهاء وإلغاء الفكرة، وهي لن تسلم بكل أوراقها ، وتسمح لجيش الاحتلال بحشرها في الزاوية وإلغاء وجودها، ولن تسلم بالأسرى دون بلوغ اتفاق يضمن لها عناصر قوتها ورفع العدوان عن كامل القطاع.
خطة إنشاء “فقاعات إنسانية” تحت سيطرة جهات غزاوية ليست حماس، جاهزة للتنفيذ في جهاز الأمن، لكن نتنياهو، بسبب خوفه من معارضة الوزراء في حكومته، لا يوافق على تنفيذها ولا يوافق على إشراك السلطة الفلسطينية في ما يسمى اليوم التالي، لكن الحقيقة أن رياح المقاومة هي من ذرت وبددت فقاعات نتنياهو الإنسانية، وليس خوف نتنياهو المزعوم.
الحقيقة في قلب الكيان تقول إن كبار قادة جيش الاحتلال يعتقدون أن وقف إطلاق النار في القطاع، إذا كانت هناك صفقة لإطلاق الأسرى، قد يسهل من جهة أخرى التوصل إلى اتفاق دبلوماسي في الشمال مع حزب الله والحكومة اللبنانية، وأوساط الكيان تقول “لا يوجد خلاف بين نتنياهو ووزير الحرب ورئيس الأركان وكبار قادة جيش الاحتلال هم جميعاً يتفقون على هذا الأمر”.