دمشق | جعفر مشهدية
وصل وزير الخارجية وشؤون المُغتربين الأردني أيمن الصفدي والوفد المُرافق إلى دمشق ظهر الإثنين، للقاء المسؤولين السوريين، إذ بحث الوزير الأردني مع وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد العلاقات الثّنائية، والجُهود العربيّة لإيجاد حل سياسي للأزمة السّورية، ونتائج اجتماعي عمّان والرّياض، بعد عودة سوريا إلى جامعة الدّول العربيّة.
وتُعد هذه الزّيارة هي الثّانية لوزير الخارجية الأردنية، بعد زيارة أجراها إلى دمشق مُنتصف شباط 2023، للتّضامُن مع ضحايا زلزال 6 شباط، والتقى فيها الرئيس الأسد، كما مثّل “الصفدي” الأردن في اجتماع عمان التّشاوري حول سوريا.
وبخُصوص توقيت الزيارة وأبعادها، أكد عبد الله منيني أمين سر المؤتمر العربي للأحزاب العربية لـ “داما بوست” أن “المملكة الأردنية حرصت على إظهار حسن العلاقة مع الحكومة السّورية منذ 2021، إذ جرى عقد عدد من اللقاءات بين الجانبين وعلى مُستويات عدة، سيما الطابعين الاقتصادي والسياسي، وأظهرت المملكة مطالبتها بضرورة إعادة الاعتبار لحكومة الجمهورية العربية السّورية، وتطوير العلاقات السّورية العربيّة وإعادة مقعد سوريا في الجامعة العربية”.
وتابع: “لا شك أن هذه الزّيارة تحمل دلالات عدة في هذه الفترة، خصوصاً بعد انتهاء قمّة جدّة وما حملته من بنود واضحة في بيانها الختامي حول سوريا، تظهر اهتمام في هذا الملف، لكن هذا الاهتمام يُبنى على أساس احترام سيادة سوريا وخياراتها، ودعم جهود الحكومة في حل الأزمة وفق الرؤية السّورية”.
واعتبر “منيني” أن الأردن كان له دور هام في الاجتماعات التّشاورية التي عُقدت قبيل قمّة جدّة بشأن سوريا، وحينها تولّت الأردن استعراض مُبادرة أردنية قائمة على بُنود عدة، تعتمد التّواصل المُباشر مع الحُكومة السّورية، وتأكّيد وحدة سوريا وسيّادتها وأمنها واستقرارها ودورها، والتّركيز على ضرورة تهيئة الظّروف لعودة اللاجئين ومُحاربة الإرهاب.
وأضاف “منيني”: “هناك رؤى أردنية جرى التّعبير عنها في أكثر من مرّة، تلاقت مع أفكار الدّول المُشاركة في الاجتماعات التّشاورية، والتي عكست توافقاً على ضرورة التوصُّل لحل سياسي للأزمة السّورية، وتفعيل الدور العربي القيادي في هذا المضمار، وأعتقد أن هذه الزيارة ستحمل عدّة ملفات للنّقاش، منها العلاقات الثّنائية مع الرغبة الأردنية بتطويرها خُصوصاً اقتصادياً، إضافة لحماية الحُدود، ومُحاربة الإرهاب، والنّقطة الثانية هي نتائج قمّة جدّة والاجتماعات التي عقدت بخصوص سوريا، وتوقيت الزيارة مُهم بعد انتهاء مسار أستانا، وهذا ينبئ بسعي لإعطاء دور عربي للحل السّوري”.
يُذكر أنه تم قبل أيام، تسريب مبادرة جديدة لحل الأزمة السورية، أُطلق عليها اسم “المُبادرة الأردنية”، وهي تقوم على مُرتكزات سابقة قدّمتها الأردن في مُبادرات مُختلفة، إضافة إلى بعض التّعديلات الجديدة بناءً على التّغيرات السياسية بالملف السّوري، أثارت جدلاً كبيراً حول تفاصيلها، ومدى قابليتها للتطبيق.