داما بوست – خاص| قُتل وأصيب أكثر من /20/ مسلحاً ينتمون لفصيلي “الحمزة” و”أحرار الشرقية”، جراء اشتباكات عنيفة اندلعت ليلة أمس الاثنين، داخل الأحياء السكنية في مدينة عفرين، الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي وفصائله بريف حلب الشمالي الغربي.
مصادر محلية من مدينة عفرين، أوضحت لـ “داما بوست” أن الصراع نشب إثر خلاف بين قياديي فصيلي “فرقة الحمزة” و”حركة أحرار الشرقية”، أثناء توزيع ملكيات محالٍ تجارية في شارع المازوت وسط مدينة عفرين، كانت استولت عليها الفصائل الموالية لتركيا قبل نحو أسبوعين، بعد إجبار أصحابها على النزوح من المنطقة تحت وطأة التهديد.
وقالت المصادر أن قياديين من “الحمزة”، طالبوا بملكية المحال ذات الواجهة الأمامية في الشارع الرئيسي، وترك الأخرى الخلفية لقياديي “الشرقية”، والذين رفضوا القسمة بشكل قاطع، ليتطور الخلاف إلى حد إطلاق الرصاص بشكل متبادل بين القياديين ومرافقيهم.
ومع حلول المساء، بادر كلا الطرفين إلى استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة من باقي مناطق ريف عفرين إلى المدينة، ليتفاقم الصراع والاقتتال إلى حد الاشتباك المباشر بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وتبادل إطلاق قذائف الـ “آر.بي.جي” بين مسلحيهما، حيث تحولت معظم أحياء مدينة عفرين إلى ساحة للاشتباك بين الجانبين.
وأسفر الاقتتال العنيف بين “الحمزة” و”الشرقية” بحسب ما أكدته المصادر لـ “داما بوست”، عن مقتل وإصابة أكثر من /20/ مسلحاً من كلا الطرفين، بينهم /3/ قياديين، بينما وصلت نحو /12/ إصابة إلى مشفيي “عفرين” و”ديرسم”، لمدنيين تعرضوا لإصابات خطرة بفعل الرصاص العشوائي الذي تخلل الاشتباكات.
كما تسببت الاشتباكات بشلل تام في مختلف أنحاء مدينة عفرين، حيث أغلقت كافة الأسواق والمحال التجارية وبعض مشافي المدينة والعيادات الطبية أبوابها، وتوقفت حركة مرور المدنيين من كافة المحاور والشوارع، وخاصة مع حلول ساعات الليل التي شهدت وصول تعزيزات جديدة لكلا جانبين من باقي مناطق سيطرة فصائل أنقرة في أعزاز والباب واحتدام وتيرة الاقتتال.
وفي ظل فشل المحاولات العديدة التي أجراها ضباط الاستخبارات الأتراك وقياديو باقي الفصائل الموالية لأنقرة لوقف الصراع، أرسلت قيادة القوات التركية في عفرين حشوداً عسكرية كبيرة مكوّنة من عدة فصائل يتقدمها فصيل “الشرطة العسكرية”، إلى مدينة عفرين، لفضّ النزاع بالقوة، وسط ميلٍ تركي لدعم “الحمزة” على حساب “الشرقية”، والتي سارع مسلحوها إلى الانسحاب من الاشتباك، والعودة إلى مقراتهم المنتشرة في مدينة عفرين ومحيطها.
وأشارت المصادر إلى أن الحظوة التي تمتلكها “الحمزة” لدى أنقرة، أكسبتها نجاة قيادييها من أي محاسبة تذكر، بينما عملت القوة العسكرية المشتركة من فصائل أنقرة خلال ساعات الليلة الماضية، على مداهمة عدة مقرات تابعة لـ “الشرقية”، تخللها اعتقال عدد من القياديين الذين تسببوا باندلاع الصراع.
ورغم عودة الهدوء إلى المدينة مع حلول صباح اليوم، إلا أن المصادر وصفت المشهد لـ “داما بوست” بالتوتر الكبير المسيطر على الأجواء، في ظل رفض أنقرة وفصيل “الشرطة العسكرية”، إطلاق سراح قياديي “الشرقية” المعتقلين، الأمر الذي يشي باحتمالية تجدد الصراع خلال الساعات القادمة، وتوسعه بشكل أكبر مما كان عليه بالأمس.
وتشهد مناطق سيطرة أنقرة وفصائلها في ريف حلب الشمالي، بين الحين والآخر، صراعات دموية عنيفة بين الفصائل على اختلاف مسمياتها، لأسباب تتمحور غالبيتها العظمى حول الخلافات على سرقة ممتلكات المدنيين، وتقاسم منازل وأراضي السكان الأصليين المهجرين قسراً من منطقة عفرين، ما تسبب خلال السنوات الماضية، باستشهاد وإصابة العشرات من المدنيين نتيجة الرصاص والقنابل العشوائية التي عادةً ما تتخلل تلك الصراعات.