داما بوست – خاص| ما تزال ممارسات الفصائل الموالية لتركيا ضمن المناطق الخاضعة لسيطرتها في ريف حلب الشمالي، وخاصة منطقة عفرين، تكشف يوماً بعد يوم عن النهج الديني المتطرف الذي لطالما حاولت أنقرة جاهدةً أن تخفيه عن الرأي العام، وتظهر فصائلها بمظهر الاعتدال.
فبعد التضييق المستمر على الفتيات غير المحجبات في مدينة عفرين لإجبارهن على ارتداء الحجاب، خطت فصائل أنقرة يوم الجمعة الماضي، خطوة جديدة على درب نهجها المتطرف في المدينة ذاتها، من خلال تسيير دوريات في شوارع المدينة قبيل حلول موعد صلاة الجمعة، مكونة من مسلحين متطرفين تم تجميعهم من عدة فصائل ضمن مجموعة “دعوية” تحمل مسمى حركة “أحباب الله”.
وتمحورت مهمة الدوريات الجديدة، حول إجبار المارين في الشوارع على الذهاب للمساجد وتأدية صلاة الجمعة، تحت تهديد السلاح، مع التوعد لمن لا يلتزم بالتعليمات، بالحبس وتنفيذ “العقوبات الشرعية”، كما أفادت المعلومات التي أوردتها مصادر أهلية في عفرين لـ “داما بوست”، بأن دوريات “أحباب الله” ركزت نشاطها يوم الجمعة الماضي، على أحياء وسط المدينة المكتظة بالسكان وخاصة حي “الأشرفية”.
وبحسب ما بيّنته المصادر لـ “داما بوست”، فإن حركة “أحباب الله” ليست بحديثة الولادة، إنما كانت أُنشئت فعلياً قبل عدة سنوات من قبل مسلحين متطرفين انشقوا عن تنظيم “داعش”، وانضووا تحت لواء الفصائل التركية بعد سيطرتها على منطقتي أعزاز والباب، خلال العملية التي أسمتها أنقرة آنذاك بـ “درع الفرات”، إلا أن نشاط تلك الحركة كان محدوداً ضمن القرى والأرياف سابقاً، في ظل قلة عدد عناصرها الذين لم يكن يتجاوز عددهم العشرين شخصاً.
ويبدو أن تركيا وفصائلها استثمروا آلية عمل الحركة التي تعتمد على الترهيب، وفق النهج “الداعشي” المعروف، لممارسة الضغط بشكل أكبر على المدنيين القاطنين في مدينة عفرين، فعملوا مؤخراً على دعمها بالسلاح، وبمسلحين من عدة فصائل أخرى، وأطلقوا يدها في شوارع عفرين لتطبيق الأفكار المتطرفة التي من شأنها زرع المزيد من الرعب بين السكان، وقمع أي أصوات رافضة للاحتلال التركي في المدينة.
تجدر الإشارة إلى أن الفصائل الموالية لتركيا كانت بدأت خلال الشهر الماضي، بالتضييق على الفتيات غير المحجبات في مدينة عفرين، وخاصة منهن “الأيزيديات”، من خلال الإساءة و كيل السباب والشتائم لهن في الشوارع وأمام المدارس، بغية إجبارهن على ارتداء الحجاب، لتنضم الممارسات الأخيرة بالنتيجة إلى لائحة طويلة من الانتهاكات وعمليات التهجير القسري والتغيير الديموغرافي، التي كشفت عن الوجه الحقيقي لأنقرة وادعاءاتها للحريات والاعتدال السياسي والديني.